شهدت مدينة تعز صباح اليوم تظاهرات واسعة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، والتحمت بها مسيرات جماهيرية قادمة من مديريات ومناطق الحُجرية – مسقط رأس الشهيدة إفتهان المشهري – في مشهد احتجاجي غير مسبوق وفاء لدمها ودماء غيرها من الشهداء ومطالبة بالعدالة عقب جريمة اغتيالها.
وردد المتظاهرون هتافات غاضبة تطالب بسرعة القبض على القتلة وإنهاء حالة الانفلات الأمني، ورفعوا لافتات تحمل صور الشهيدة وشهداء آخرون وشعارات تدعو إلى فرض سيادة القانون ومحاسبة المتورطين في الجرائم المتكررة داخل المدينة. وأدت هذه الحشود إلى إغلاق معظم شوارع المدينة وحالة شلل شبه تام في حركة السير، فيما أُغلق خط تعز – الحجرية – التربة – عدن لساعات طويلة بفعل التدفق الجماهيري الكبير نحو مركز المدينة.
وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن – فرع تعز والنقابات المهنية بيانا ندد فيه بالجريمة البشعة التي استهدفت الشهيدة إفتهان المشهري – مدير عام صندوق النظافة والتحسين – صباح الخميس الماضي 18 سبتمبر 2025، أثناء توجهها إلى عملها، والتي أسفرت كذلك عن إصابة الطالب حسين الصوفي إصابة خطيرة دخل على إثرها في حالة موت سريري.
وأكد البيان أن هذه الجريمة هزت تعز واليمن بأسره، وحملت دلالات خطيرة على حجم الانفلات الأمني والتقصير المؤسسي.
وأشار البيان إلى أن الحادثة تزامنت مع جرائم أخرى في اليوم نفسه، منها استشهاد سمر قاسم سعيد وإصابة عبد الرحمن قاسم سعيد ورباب محمد مهيوب في مديرية جبل حبشي برصاص مسلح، إلى جانب الاعتداءات السابقة التي طالت الدكتورة عزيزة شرف وابنتها، ومقتل الطفل مرسال عيدروس، والاعتداء على الشاب رأفت صادق الشميري واختطافه، فضلا عن جرائم قتل أخرى طالت الأبرياء خلال السنوات الماضية.
وحمل الاتحاد في بيانه السلطات الأمنية والعسكرية في تعز مسؤولية التواطؤ أو التقصير في ملاحقة الجناة، مطالبا رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بالتعامل مع قضايا تعز بصرامة واقتدار، وإعادة هيكلة السلطات المدنية والعسكرية والأمنية بما يضمن وضع حد للفوضى وفرض سيادة القانون.
كما دعا البيان إلى سرعة إلقاء القبض على المتورطين في جريمة اغتيال الشهيدة إفتهان المشهري وغيرها من الجرائم، وتقديمهم للعدالة دون تأخير.
وأكد الاتحاد العام للنقابات على تضامنه الكامل مع نقابة عمال النظافة وصندوق التحسين في مطالبهم المشروعة بالقصاص العادل، مشددا على أن الصمت على الجرائم يمثل مشاركة في استمرارها.
وأوضح أن مطالب النقابات تتمثل في سرعة القبض على القتلة ومن يحميهم، وإجراء تغييرات عاجلة في السلطة المحلية والعسكرية والأمنية، ومعالجة أوضاع بعض الوحدات العسكرية المتهمة بالضلوع في أعمال القتل والإرهاب، إلى جانب تشكيل لجنة وطنية نزيهة للتحقيق في جريمة اغتيال إفتهان المشهري وغيرها من الجرائم. كما شدد البيان على إبقاء الاحتجاجات مفتوحة حتى تتحقق هذه المطالب، مع التلويح بخطوات تصعيدية أكثر تأثيرا في حال استمرار التباطؤ الرسمي.
واختتم البيان بتجديد العزاء لأسر الشهداء والدعاء بالشفاء للجرحى، مؤكدا أن العدالة وسيادة القانون هما الطريق الوحيد لاستعادة أمن واستقرار تعز.
