تشهد مدينة تعز وضواحيها منذ صباح الأحد تظاهرات حاشدة غير مسبوقة، حيث تدفقت مئات الآلاف من أبناء مديريات ومناطق الحُجرية، مسقط رأس الشهيدة إفتهان المشهري، باتجاه مركز المدينة، في مشهد اعتُبر الأكبر منذ سنوات، تعبيرًا عن الوفاء لدم الشهيدة التي اغتيلت قبل أيام.
المسيرات القادمة من الريف التحمت مع تظاهرات أخرى تجوب شوارع مدينة تعز، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الحركة، وسط زخم جماهيري متواصل. وأكد شهود عيان أن خط تعز – الحُجرية – التربة – عدن ظل مغلقًا لساعات طويلة نتيجة التدفق البشري الكبير للمحتجين.
وتزامن ذلك مع أزمة خانقة داخل المدينة، حيث أغلقت شوارعها بأكوام النفايات بسبب استمرار إضراب عمال النظافة احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم، ما زاد من تعقيد المشهد وأثار استياء المواطنين.
على الصعيد السياسي والإداري، أفادت مصادر محلية لصحيفة عدن الغد بوجود توجه لاستقالات متزامنة لعدد من وكلاء المحافظة ومسؤولين عسكريين وأمنيين، تحت ضغط الشارع الغاضب الذي يحمّل السلطات المحلية مسؤولية الانفلات الأمني الذي أدى إلى اغتيال إفتهان المشهري.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل منعطفًا خطيرًا في مسار الأوضاع بتعز، مؤكدين أن المشهد مرشح لمزيد من التصعيد ما لم يتم التحرك العاجل لاحتواء الأزمة ومحاسبة المتورطين في الجريمة التي هزت الشارع اليمني بأسره.
