يُعد مجمع النصر التربوي والتعليمي في مديرية لبعوس – يافع، واحدًا من أبرز النماذج التربوية الناجحة في محافظة لحج، بل وفي عموم الوطن، نظرًا لما حققه من حضور قوي في الميدان التعليمي وسط ظروف بالغة الصعوبة.
المجمع يحتضن أكثر من (2000) طالب وطالبة، ويضم (105) معلمين وإداريين يعملون بتناغم وانسجام بروح الفريق الواحد، ليشكلوا منظومة تربوية متكاملة هدفها صناعة جيل العلم والبناء.
رؤية وأهداف واضحة:
انطلاقًا من فلسفته التربوية، رسم المجمع لنفسه مسارًا محددًا يقوم على:
ـ رؤية تسعى لتقديم تعليم نوعي يواكب العصر ويحافظ على القيم الأصيلة.
ـ رسالة تتمثل في بناء شخصية متوازنة علميًا وتربويًا وأخلاقيًا.
ـ أهداف محورية أبرزها رفع مستوى التحصيل العلمي، ورعاية المواهب، وتنمية الأنشطة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب غرس قيم الانتماء والتعاون والإبداع.
ـ بيئة تعليمية منضبطة:
يضم المجمع مدرستي النصر للبنين الأساسية و خديجة بنت خويلد الأساسية والثانوية، وقد تميّزت هاتان المؤسستان بوجود مبنى مدرسي متكامل وكادر تربوي متمكن، مع التزام المعلمين والمعلمات بنصابهم التدريسي والدوام الكامل، وهو ما انعكس إيجابًا على انتظام العملية التعليمية وفق التقويم المدرسي للعام 2025 – 2026م.
ـ عوامل نجاح راسخة:
لم يأتِ هذا النجاح من فراغ، بل كان نتاج جهود متكاملة شارك فيها:
ـ إدارة المجمع ممثلة بالدكتور صالح يحيى دقش والأستاذ فضل عبدالحافظ الملا، اللذين بذلا جهودًا نوعية للنهوض بالمجمع.
ـ مجلس الآباء ورجال الخير الذين أسهموا ماديًا ومعنويًا في تذليل الصعوبات.
ـ المعلمون الذين أدوا رسالتهم بإخلاص رغم الظروف الاقتصادية العصيبة.
ـ مجموعة الوفاء..والتي تعد إحدى الركائز الأساسية في مسيرة نجاح مجمع النصر التربوي، حيث لعبت دورًا بارزًا في دعم العملية التعليمية ماديًا ومعنويًا. وقد تكفلت المجموعة بالمساهمة في تغطية جزء كبير من النفقات التشغيلية، ودعم رواتب المعلمين، وتوفير الاحتياجات العاجلة للمجمع، ما أسهم في استمرار العملية التعليمية بانسيابية رغم التحديات الاقتصادية الخانقة. إن ما تقدمه مجموعة الوفاء يجسّد أسمى معاني المسؤولية المجتمعية ويعكس روح التعاون التي تحافظ على بقاء هذا الصرح شامخًا
ـ بعد إنسان .يتجاوز حدود التعليم:
لم تقتصر جهود الإدارة على متابعة الجوانب التربوية فحسب، بل شملت أيضًا الاهتمام بالجانب الإنساني والمعنوي للمعلمين. فقد حرصت على صرف رواتب الأساسيين والمتعاقدين بانتظام، رغم توقف الرواتب الحكومية لأشهر طويلة، وذلك بفضل التبرعات السنوية التي يجود بها أهل الخير لدعم مسيرة التعليم.
ـ نموذج يُحتذى به:
اليوم، يُعد مجمع النصر التربوي نموذجًا للانضباط والنجاح، ليس في يافع فحسب، بل على مستوى محافظة لحج والوطن عامة. فقد جسّد بتكاتف إدارته ومعلميه وأولياء الأمور وأهل الخير، أسمى صور العطاء والعمل الجماعي، ليصبح منارة علم وانضباط يُفتخر بها.
ختامًا...
إن تجربة مجمع النصر التربوي تؤكد أن التعليم يمكن أن ينهض حتى في أصعب الظروف، متى ما توافرت الرؤية الواضحة، والإدارة الحكيمة، والدعم المجتمعي الصادق. ومن هنا، فإن هذا الصرح يستحق أن يُسجل كواحد من أنجح النماذج التعليمية في الحاضر والمستقبل.
