آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-02:10ص
ملفات وتحقيقات

د.خالد محارق: مركز متخصص للحروق مطلب ملح لإنقاذ الأرواح في حضرموت

الجمعة - 19 سبتمبر 2025 - 12:26 ص بتوقيت عدن
د.خالد محارق: مركز متخصص للحروق مطلب ملح لإنقاذ الأرواح في حضرموت
(عدن الغد)خاص:

حوار : صلاح مبارك


شهدت مدينة المكلا خلال الفترة من 16 – 18 سبتمبر 2025 انعقاد مؤتمر "رعاية الإصابات: التحديات والحلول" الذي نظمته كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة العرب، والذي خرج بجملة من التوصيات الطبية المهمة، كان أبرزها الدعوة إلى إنشاء مراكز متخصصة لمعالجة الحروق، باعتبارها من أكثر الإصابات خطورة وحساسية في حياة المرضى.


من بين الأبحاث التي استوقفت الحضور، ورقة علمية قدّمها الجراح المعروف في حضرموت د. خالد محارق بعنوان: «انتشار الوفيات بين مرضى الحروق الذين تم قبولهم في هيئة مستشفى ابن سينأ العام والمستشفيات الخاصة بمدينة المكلا».. في ختام بحثه، شدد د. محارق على أن حضرموت بأمسّ الحاجة إلى مركز متخصص لعلاج الحروق.


في هذا الحوار، يوضح لنا الدكتور محارق أبعاد توصيته، وأهمية إنشاء مركز كهذا في حضرموت؟ :


لماذا طرحتم فكرة إنشاء مركز متخصص للحروق؟


-الحديث عن مركز الحروق نابع من واقع الحاجة الملحّة داخل حضرموت.. لدينا أعداد كبيرة من الإصابات، بعضها بسيط ويمكن التعامل معه سريعاً، لكن هناك حالات معقدة تتطلب رعاية متخصصة وعناية دقيقة لا يمكن توفيرها في الأقسام العامة، وجود مركز كهذا قد ينقذ حياة الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث الحريق، لأن المراكز المتخصصة تختلف في خدماتها عن المستشفيات العامة، وتتيح للمريض أفضل فرص النجاة.


هل هناك استعداد فعلي لإنشاء هذا المركز؟


-بالفعل هناك مبادرات من رجال خير وأشخاص أبدوا استعدادهم لدعم إنشاء المركز، لكنهم طلبوا أن يُحدد له موقع مناسب، مثل مستشفى المكلا الجديد أو هيئة ابن سينأ.. كما اقترح القائمون على بعض المنظمات أن تكون هناك جهة داعمة أو جمعية تتبنى المشروع لضمان استمراره، لأن المباني وحدها لا تكفي ما لم يكن هناك دعم مستدام يضمن استمرار الخدمة.


أشرتم في حديثكم في المؤتمر إلى أهمية توجيه الصدقات والجهود المجتمعية.. كيف ذلك؟


-ثقافة المجتمع بحاجة لتغيير في مفهوم الصدقة.. التبرع في مكانه الصحيح، مثل دعم مشروع مركز الحروق، يمكن أن يصنع فارقاً هائلاً.. إذا جرى توجيه جزء من صدقات الناس لهذا المشروع، سنرى نتائج ملموسة بعد فترة وجيزة، لأن الهدف الأول والأخير هو إنقاذ الأرواح.

كيف تعاملت الجهات الصحية والمستشفيات مع الحوادث السابقة؟


-للأسف لم تُعالج في مراكز متخصصة، بل في أقسام عامة.. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الطواقم الطبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن غياب التخصص والإمكانيات انعكس على النتائج. بعض المرضى تعافوا بفضل الله، فيما آخرون فارقوا الحياة.


حدثنا عن نتائج البحث الذي قدمتموه في مؤتمر رعاية الإصابات؟

-بحثي تناول معدلات الوفيات بين مرضى الحروق الذين دخلوا مستشفيات حضرموت العامة والخاصة خلال الفترة الماضية.. شمل البحث 76 حالة، ورغم أن العدد الحقيقي يفوق ذلك، إلا أن غياب السجلات الدقيقة حال دون توثيقها جميعاً.. أيضًا الدراسة أكدت بوضوح أن غياب مركز متخصص أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات.


برأيكم، هل هناك بوادر عملية لإنشاء هذا المركز في حضرموت ؟


-هناك متابعات جادة وأمل لدى الكثيرين، لكن العائق الأكبر يظل توفير التمويل الكافي، لأنه أهم من مجرد وجود مبنى.. نأمل أن تسهم الحكومة أو الجمعيات الخيرية في دعم هذا المشروع، لكن الحقيقة أن أغلب المبادرات في بلدان كثيرة اليوم تقودها المنظمات والمجتمع المدني، لذلك نحن نعوّل على تكاتف الجميع.