لا شك إن إدارة تنمية المرأة بمحافظة المهرة هي المظلة الرسمية التي تعنى بتطوير واقع المرأة، والدفاع عن حقوقها، وبناء مجتمع أكثر عدالة وشراكة، وتقوم بمجموعة من المهام الجوهرية التي تهدف إلى دعم وتمكين المرأة في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتعزيز دورها الفاعل في المجتمع، من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية والتوعوية التي تستهدف تحسين واقع المرأة، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي تعاني من تهميش مزدوج.
موقع "عدن الغد" كان له هذا الحوار مع الدكتورة / لبنى صالح كلشات المدير العام لإدارة تنمية المرأة بمحافظة المهرة التي ردت على مجمل أسئلتنا، نتابع ذلك من الحوار الآتي:
حاورها / عبدالعزيز بامحسون
ماهي الموكلة لديكم في إدارة تنمية المرأة بالمحافظة؟
لا شك أننا في إدارة تنمية المرأة بالمحافظة نقوم بـرسم ا لسياسات المحلية المتعلقة بشؤون المرأة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات المجتمعية والدولية، بالإضافة إلى متابعة قضايا المرأة داخل المحافظة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتشمل مهامنا أيضًا تنفيذ الدورات التدريبية وورش العمل التي تهدف إلى بناء قدرات النساء في مختلف المجالات، مثل ريادة الأعمال، الحرف اليدوية، المهارات الحياتية، والمشاركة المجتمعية، إضافة إلى رفع مستوى الوعي الحقوقي والقانوني والصحي لدى النساء، من خلال حملات توعوية وإعلامية بالتعاون مع الشركاء، ونحن نحرص على أن نكون صوت المرأة داخل المحافظة، ونمثلها في المحافل الرسمية وورش العمل، بما يضمن نقل احتياجاتها وتطلعاتها إلى صناع القرار، ولا نغفل أيضًا عن دورنا في التنسيق مع منظمات المجتمع المدني والجهات المانحة لتوفير فرص دعم وتمويل للمبادرات النسائية، والعمل على إدماج المرأة في المشاريع التنموية التي تنفذ داخل المحافظة.
* ما هي البرامج والأنشطة التي نفذتموها خلال العام الماضي وهذا العام؟
هناك العديد من البرامج والأنشطة التي تم تنفيذها خلال تلك الفترة منها:
1. الدورات التدريبية والتأهيلية:
• فن اللقاء والخطاب الجماهيري: لتطوير مهارات النساء في الإلقاء والتواصل الفعّال أمام الجمهور.
• تأهيل المرأة في العلاقات الدولية: وذلك لتعزيز معرفة المشارِكات بقضايا المرأة على المستوى الإقليمي والدولي، وتنمية مهارات التعامل مع المنظمات والمؤسسات الدولية.
• دورات الحاسوب: لتمكين النساء من المهارات التقنية الضرورية للعمل والدراسة، خاصة في ظل التوسع الرقمي.
2. الإنتاج الإعلامي والتوثيقي:
• إصدار العددين الثالث والرابع من مجلة "ذُهِيت": وهي مجلة متخصصة تُعنى بشؤون المرأة المهرية، تصدر باللغة العربية، وتهدف إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة وتحدياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
3. الأنشطة الجماهيرية والمجتمعية:
• تنظيم مهرجان جماهيري بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: وتضمن عروضًا ثقافية وتوعوية، وشهد مشاركة فاعلة من النساء والأسر المنتجة.
• دعم الأسر المنتجة: من خلال توفير مساحات لعرض وبيع منتجاتهن أثناء الفعاليات العامة، وتشجيعهن على الاستمرار في الإنتاج المحلي والمشاريع الصغيرة.
4. التوعية في المناطق الريفية:
• حملات توعية حول أهمية تعليم الفتيات: والتي نُفذت في عدد من المديريات والمناطق النائية، للحد من التسرب المدرسي وتعزيز استمرارية الفتيات في التعليم.
• حملات توعية حول مرض السرطان: وشملت معظم المديريات، وركّزت على التوعية بالكشف المبكر والعلاج والدعم النفسي، مع تركيز خاص على النساء.
• مسابقة في الفنون والرسم: واستهدفت المواهب الشابة لتشجيع الإبداع الفني، حيث تم تكريم الثلاثة الأوائل ضمن فعالية رسمية.
5. الجهود الصحية والتنموية:
• فتح "وحدة أمل للعلاج الكيماوي" بمستشفى الغيضة: حيث ساهم المكتب بدور تنسيقي محوري في فتح هذه الوحدة الحيوية، والتي تمثل نقلة نوعية في تقديم خدمات العلاج لمرضى السرطان داخل المحافظة.
المرأة في محافظة المهرة أصبحت اليوم شريكة فاعلة ومؤثرة إلى جانب أخيها الرجل في كل المجالات، ما هي طموحاتكم أنتم في إدارة تنمية المرأة؟
بالفعل؛ المرأة في محافظة المهرة بدأت تشق طريقها بثقة واقتدار، وأصبحت شريكة حقيقية في التنمية، حاضرة في ميادين التعليم، والصحة، والإدارة، والمجتمع المدني، وحتى في مجالات كانت سابقاً حِكراً على الرجال، هذا التحول الإيجابي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة جهود متراكمة ومستمرة، وكان لإدارة تنمية المرأة دور في الدفع بهذا المسار.
أما عن طموحاتنا في إدارة تنمية المرأة، فهي طموحات كبيرة تتجاوز الواقع الحالي، وتركز على تحقيق تمكين شامل ومستدام للمرأة المهريّة، فنحن لا نكتفي بالمكتسبات الآنية، بل نعمل على ترسيخ دور المرأة على المدى البعيد، من خلال عدة محاور:
ــ اقتصاديًا: نطمح إلى أن تصبح المرأة في المهرة عنصرًا منتجًا ومستقلاً اقتصادياً، من خلال دعم المشاريع الصغيرة، وتأهيلها لسوق العمل، وتوفير فرص التدريب والتوظيف، خصوصاً في المناطق النائية والمجتمعات المهمشة.
ــ اجتماعيًا: نعمل على تعزيز مشاركة المرأة في القضايا المجتمعية، وصنع القرار المحلي، ورفع مستوى وعيها بحقوقها وواجباتها، لكي تكون فاعلة في مجتمعها وقادرة على إحداث تغيير إيجابي.
ــ تعليميًا: نولي أهمية كبيرة لتعليم الفتيات والنساء، ونأمل أن نرى المزيد من الفتيات يكملن تعليمهن الجامعي ويتجهن للتخصصات العلمية والمهنية التي تفتح لهن آفاقاً جديدة.
ــ سياسيًا وتمثيليًا: من طموحاتنا أن نرى المرأة المهريّة ممثلة بفعالية في المجالس المحلية، والمبادرات المجتمعية، واللجان القيادية، بحيث لا يكون وجودها رمزياً، بل أساسياً ومؤثراً.
ــ تشريعياً وحقوقياً: نطمح للعمل على مراجعة القوانين والسياسات المحلية بما يكفل حماية المرأة وضمان مساواتها في الفرص، وكذلك إنشاء آليات واضحة لمعالجة قضايا العنف والتمييز ضد المرأة.
ونحن في الإدارة نؤمن أن المرأة ليست فقط مستفيدة من التنمية، بل هي شريك في صناعتها، ولذلك فإن كل ما نقوم به نحرص أن يكون بالتنسيق مع النساء أنفسهن، من خلال الاستماع إلى احتياجاتهن وأفكارهن، وتبني المبادرات التي تنطلق من بيئتهن وظروفهن.
وفي النهاية طموحنا أن نصل إلى مرحلة لا تكون فيها المرأة بحاجة إلى من "يدافع عنها" أو "يمكّنها"، لأنها ستكون قد حصلت على كل حقوقها، وتبوأت مكانتها التي تستحقها عن جدارة، جنباً إلى جنب مع الرجل، في بناء محافظة المهرة وتنميتها.
ماذا عن جانب التدريب والتأهيل للمرأة في محافظة المهرة؟
جانب التدريب والتأهيل يُعد من الركائز الأساسية التي نركز عليها في إدارة تنمية المرأة بمحافظة المهرة، وهو من أهم الوسائل التي نعتمد عليها لتمكين المرأة وجعلها قادرة على الاعتماد على ذاتها، والمشاركة الفعّالة في مختلف مجالات الحياة.
لقد أدركنا منذ البداية أن التمكين الحقيقي يبدأ من بناء القدرات، ولهذا نحرص على تنفيذ برامج تدريبية متخصصة تستهدف مختلف الفئات النسوية، سواء من خريجات الجامعات أو ربات البيوت أو النساء في المناطق الريفية.
وتشمل برامجنا التدريبية مجالات متعددة، أبرزها:
• المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال: ندرب النساء على كيفية إعداد دراسات الجدوى، وإدارة المشاريع، والتسويق، بهدف تمكينهن اقتصادياً.
• التدريب المهني والحِرفي: مثل الخياطة، صناعة البخور والعطور، التطريز، وصناعة المنتجات اليدوية، وهي مجالات تساعد المرأة على تحقيق دخل مستدام.
• التأهيل الإداري والقيادي: إعداد الكوادر النسائية لتولي أدوار قيادية داخل المجتمع أو في المؤسسات، وتعزيز مشاركتهن في العمل العام.
• التدريب على حقوق المرأة والمواطنة: رفع الوعي القانوني لدى النساء بحقوقهن المدنية والاجتماعية، بما يعزز مشاركتهن بثقة ووعي.
ونعمل في هذا الجانب بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات التنموية.
كما نحرص على أن تكون التدريبات ملائمة لبيئة المرأة المهريّة من حيث المحتوى، والمكان، والتوقيت، ونراعي دائماً العادات والتقاليد في آليات التنفيذ لضمان التفاعل والمشاركة المجتمعية.
ورغم محدودية الإمكانات أحياناً، إلا أننا نرى أثراً إيجابياً واضحاً لهذه البرامج، حيث بدأت تظهر قصص نجاح نسائية ملهمة في عدد من المديريات، وهذا يدفعنا للاستمرار والتوسع في هذا المجال.
ما هي الخدمات التي تقدمها السلطة المحلية بالمحافظة في دعمكم؟
السلطة المحلية في محافظة المهرة تُعد شريكاً أساسياً لإدارة تنمية المرأة، وتقدم لنا مجموعة من أوجه الدعم التي تمكّننا من تنفيذ برامجنا وأنشطتنا، ونحن نُثمّن هذا التعاون وندعو دائماً إلى تعزيزه وتوسيعه.
من أبرز أوجه الدعم المقدّمة من السلطة المحلية:
• الدعم الإداري والمؤسسي: من خلال توفير التسهيلات التي نحتاجها لتسيير عملنا، مثل توفير مقر للإدارة، وتخصيص موظفين، ومساعدتنا في التنسيق مع الجهات الحكومية.
• الدعم المالي المحدود: رغم الإمكانات المحدودة للمحافظة، إلا أن السلطة المحلية تسعى إلى تخصيص بعض الموارد أو المنح التشغيلية للمشاريع الخاصة بالمرأة، خاصة في المناسبات الوطنية أو حملات التوعية.
• الدعم اللوجستي والمعنوي: من خلال الحضور والمشاركة في الفعاليات التي تنظمها الإدارة، وهو ما يعكس اهتمام القيادة المحلية بقضايا المرأة وحرصها على تمكينها.
• التوجيه بالتنسيق بين الإدارات: حيث تدعم السلطة المحلية عملية التنسيق بين إدارتنا وبقية الجهات الحكومية والمجالس المحلية، لتسهيل تنفيذ البرامج النسوية في المديريات.
كما أن السلطة المحلية تلعب دوراً مهماً في إشراك المرأة في اللجان المجتمعية والاستشارية، وهو أمر نعده مكسباً حقيقياً يعزز صوت المرأة في صنع القرار المحلي.
ونحن في إدارة تنمية المرأة نؤمن بأن تعزيز هذا الدعم وتطويره سيكون له بالغ الأثر في توسيع دائرة العمل، وزيادة فاعلية برامج التمكين النسوي في المحافظة، خصوصاً مع التحديات الكبيرة التي نواجهها على مستوى التمويل والبنية التحتية والتنفيذ الميداني.
كيف هي علاقتكم مع المنظمات والمكونات النسوية في المحافظة؟
علاقتنا مع المنظمات والمكونات النسوية في محافظة المهرة مبنية على التعاون والتكامل، ونعتبرها شراكة استراتيجية في مسار تمكين المرأة، فنحن في إدارة تنمية المرأة نؤمن أن العمل المؤسسي لا يمكن أن يحقق أهدافه منفرداً، ولذلك نحرص على التنسيق والتشبيك مع كافة الجهات النسوية في المحافظة، سواء كانت منظمات مجتمع مدني، أو مبادرات شبابية، أو اتحادات نسائية.
نحن نعمل على فتح قنوات تواصل فعالة مع هذه المكونات، ونسعى لخلق بيئة تشاركية من خلال اللقاءات، والورش، والتخطيط المشترك، ومشاركة تلك الجهات في تنفيذ الأنشطة والبرامج التدريبية، لا سيما في المديريات التي يصعب الوصول إليها بسهولة.
كما نثمن الدور الذي تقوم به هذه المكونات في الوصول إلى النساء في المجتمع المحلي، وفهم احتياجاتهن المباشرة، وهي شراكة نحرص على تطويرها باستمرار، بما يحقق التكامل بين الجهود الرسمية والأهلية لخدمة قضايا المرأة في المهرة.
ما هي الدعوة التي تحبي توجيهها للنساء والفتيات في المحافظة؟
رسالتي لكل امرأة وفتاة في محافظة المهرة هي أن تؤمن بنفسها وبقدراتها، وأن تعرف جيداً أن لها دوراً كبيراً ومهماً في بناء هذا المجتمع، جنباً إلى جنب مع الرجل، نحن اليوم نعيش في مرحلة أصبحت فيها المرأة أكثر حضوراً وتأثيراً، وهذه فرصة يجب أن تستثمرها كل فتاة في التعليم، والتدريب، والمشاركة المجتمعية، والمطالبة بحقوقها المشروعة.
أدعو الفتيات إلى عدم التردد في السعي نحو تحقيق أحلامهن، وأن يكسرن حاجز الخوف أو التردد، خاصة في مجالات لم تكن النساء حاضرات فيها سابقاً، كما أدعو النساء الريفيات إلى الاستفادة من البرامج والفرص التي توفرها الإدارة أو منظمات المجتمع المدني، لأنها مصممة خصيصاً لتمكينهن.
وأخيراً، أوصيهن بأن يكنّ داعمات لبعضهن البعض، فتمكين المرأة يبدأ من تضامن النساء مع بعضهن، لا من التنافس أو الانعزال، نريد مجتمعا تسوده الأخوة والتعاون، والمرأة الواعية هي أساس هذا التغيير.
قمتم مؤخراً بزيارة عمل للعاصمة المؤقتة عدن، ممكن نتعرف من خلالكم على نتائج هذه الزيارة؟
حقيقة إن زيارتنا إلى العاصمة المؤقتة عدن هي زيارة عمل رسمية، وذلك ضمن جهود تعزيز الشراكات وبحث سبل دعم وتمكين المرأة على المستوى الوطني، وقد شملت الزيارة عددًا من اللقاءات المهمة مع قيادات نسائية فاعلة، أبرزها: الأستاذة فاطمة صفيات مديرة شؤون المرأة في الجمهورية اليمنية، والدكتورة شفيقة سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في عدن، والأستاذة حمامة عثمان الصنوي المدير العام للإدارة العامة للمرأة في مكتب رئاسة الجمهورية.
حيث هدفت هذه الزيارة إلى: مناقشة واقع المرأة في محافظة المهرة والتحديات التي تواجهها، والتنسيق لخلق آليات تعاون مشتركة بين مكتب شؤون المرأة في المهرة والجهات النسوية العليا في الجمهورية، وبناء شراكات فاعلة تُسهم في دعم برامج التدريب والتمكين في المحافظة، وتوسيع نطاق التشبيك مع مؤسسات القرار والضغط لتعزيز مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار.
وقد أثمرت الزيارة عن تعزيز جسور التعاون مع الجهات المختصة، إلى جانب الاتفاق المبدئي على دعم بعض المبادرات الخاصة بالمرأة المهرية خلال الفترات القادمة.
ماذا عن مستوى المشاركة السياسية للمرأة في محافظة المهرة وحضورها الفعال في الوظائف الحكومية وغير الحكومية؟
رغم التقدم الملحوظ في وعي النساء بدورهن السياسي والمجتمعي، لا تزال المشاركة السياسية للمرأة في محافظة المهرة محدودة نسبيًا، إذ تعاني المرأة من تحديات تتعلق بالعادات والتقاليد، وضعف تمثيلها في مراكز صنع القرار، ومع ذلك هناك حضور متزايد للنساء في عدد من الوظائف الحكومية والمجتمع المدني، حيث تتبوأ بعض النساء مناصب قيادية في مؤسسات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، وتسهم المرأة بشكل فعال في العمل المدني والإنساني من خلال الجمعيات والكيانات المجتمعية.
نحن نسعى من خلال برامجنا إلى رفع مستوى تمثيل المرأة سياسيًا ومهنيًا، عبر التدريب والدعم والتوعية المستمرة.
ما هي أبرز الخطط التي تنوون تنفيذها خلال الفترات القادمة؟
في إطار مواصلة برامجنا، نعمل على تنفيذ حزمة من المشاريع خلال ما تبقى من العام الجاري والعام القادم، أبرزها:
ــ تنظيم مؤتمر شبابي بمحافظة المهرة: والذي سيجمع بين شباب وشابات المحافظة لمناقشة قضايا تمكين الشباب، وبناء السلام، وتفعيل دورهم في التنمية.
ــ إصدار العدد السادس من مجلة "ذُهِيت": التي ستواصل تسليط الضوء على قصص نجاح النساء المهرية، والمواهب النسائية، إضافة إلى قضايا تمكين المرأة والمجتمع المحلي.
ــ تنظيم مهرجان جماهيري بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: وسيكون حدثًا مجتمعيًا شاملًا يحتفي بالمرأة المهرية ويعرض إبداعاتها ومنتجاتها، إلى جانب تنفيذ برامج توعوية وتكريمية.
ــ تنفيذ المزيد من البرامج التدريبية والتأهيلية: مثل مجالات القيادة، الحوكمة، ريادة الأعمال، والصحة النفسية والاجتماعية.
أكيد لكم طموحات مستقبلية لتطوير أداء وعمل المرأة في المحافظة، ما هي أبرزها؟
طموحاتنا كبيرة، ونؤمن أن للمرأة المهرية دور محوري في تنمية مجتمعها، من أبرز ما نطمح إلى تحقيقه:
ــ زيادة تمثيل المرأة في مراكز صنع القرار المحلي.
ــ إطلاق مركز دائم لتدريب وتأهيل المرأة في المهرة.
ــ إنشاء حاضنة أعمال صغيرة لتمكين النساء اقتصادياً.
ــ بناء شراكات استراتيجية مع منظمات دولية داعمة لحقوق المرأة والتنمية.
ــ توسيع البرامج الريفية للوصول إلى الفتيات والنساء في المناطق النائية.
ونحن نؤمن أن التمكين الحقيقي يبدأ من التعليم والتأهيل، ونستند في رؤيتنا على شراكاتنا المجتمعية، ودعم الجهات الرسمية، وإيماننا العميق بقدرة المرأة المهرية على التغيير.
ما هي أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهكم؟
هناك العديد من الصعوبات التي نواجهها في إدارة تنمية المرأة بمحافظة المهرة، بعضها يتعلق بالجانب المؤسسي، والبعض الآخر بالظروف المجتمعية والبيئية منها:
ــ قلة الموارد المالية: وهي من أكبر التحديات، حيث تعيق تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات، خاصة في ظل غياب دعم مستدام أو موازنات تشغيلية مستقلة للإدارة.
ــ ضعف البنية التحتية: لا سيما في المديريات البعيدة والنائية، حيث يصعب تنفيذ برامج التدريب أو حملات التوعية بسبب بعد المسافات وسوء الطرق.
ــ العادات والتقاليد: في بعض المناطق، لا تزال هناك نظرة تقليدية لدور المرأة، ما يحد من مشاركتها الفاعلة، ويجعل من الصعب تنفيذ بعض البرامج، خاصة التي تستهدف الفتيات.
ــ قلة الكوادر المدربة: سواء داخل الإدارة أو في المجتمع المحلي، فنحن بحاجة إلى المزيد من الكفاءات النسائية المؤهلة للعمل في الميدان، وقيادة الأنشطة المجتمعية.
ــ ضعف التنسيق أحياناً مع بعض الجهات: وهذا قد يؤدي إلى تكرار الجهود أو عدم الاستفادة من الموارد المتاحة بالشكل الأمثل.
رغم هذه التحديات، فإننا نعمل بروح الفريق الواحد، ونواصل السعي لتجاوزها، مستندين على دعم شركائنا في السلطة المحلية والمجتمع المدني.
كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
في ختام هذا اللقاء، أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من يدعم قضايا المرأة في محافظة المهرة، من مؤسسات حكومية، ومنظمات مجتمع مدني، وشخصيات اجتماعية، كما أؤكد أن إدارة تنمية المرأة ستكون دائماً حاضنة لصوت النساء واحتياجاتهن، وستظل تبذل كل الجهود الممكنة، رغم التحديات، من أجل تمكين المرأة وتحقيق العدالة المجتمعية.
ورسالتي للجميع: تمكين المرأة ليس ترفاً أو خياراً، بل هو ضرورة لبناء مجتمع سليم ومتوازن، لا يمكن لأي محافظة أن تتطور إذا تم تهميش نصف طاقتها البشرية، ونحن في محافظة المهرة لدينا نساء وفتيات قادرات على الإبداع والعطاء، إذا ما تم توفير البيئة المناسبة لهن.
شكراً لكل من يقف معنا في هذا الطريق، ونعِد بأننا سنواصل العمل بكل إخلاص لخدمة المرأة المهريّة، ورفع مكانتها، وتمكينها في كل المجالات.