آخر تحديث :الأحد-07 سبتمبر 2025-08:49م
شكاوى الناس

سبعة أعوام من التجاهل.. القيناشي مصاب نقطة القوز يناشد قيادات أبين الإنصاف

الأحد - 07 سبتمبر 2025 - 05:53 م بتوقيت عدن
سبعة أعوام من التجاهل.. القيناشي مصاب نقطة القوز يناشد قيادات أبين الإنصاف

في زاوية مظلمة من مشهد النسيان والإهمال، يقبع محمد أحمد محمد عبدالله القيناشي، أحد أبناء مديرية مودية، والذي لا يزال يعاني منذ سبعة أعوام من إصابات بليغة أفقدته عينه ويده، نتيجة هجوم إرهابي استهدف نقطة القوز – المفرق التابعة للحزام الأمني، دون أن يُدرج حتى اليوم ضمن كشوفات الجرحى أو يتلقى أي رعاية أو تعويض.


في قلب الحدث.. شجاعة لا تُنسى


تعود تفاصيل القصة إلى سبع سنوات مضت، حين هاجمت جماعة مسلحة نقطة القوز في مودية، في واحدة من أبشع العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها خمسة من أفراد الحزام الأمني. كان القيناشي حينها يمارس مهنته البسيطة في تربية النحل بالقرب من موقع الهجوم، لكنه لم يتردد لحظة، فترك مصدر رزقه، وهرع إلى النقطة حاملاً سلاحه الشخصي، مدفوعاً بمروءته ومبادئه، لمساندة زملائه في صد الهجوم.


ورغم بساطته، أظهر القيناشي شجاعة افتقدها كثيرون. لكنه دفع ثمناً باهظاً، فقد أُصيب إصابة مباشرة أفقدته إحدى عينيه ويده، وأصبح عاجزاً كلياً عن العمل.


معاناة ما بعد الإصابة.. وغياب الدولة


يروي القيناشي، في مناشدته التي بعث بها إلى وسائل الإعلام، أنه ومنذ يوم الحادثة، تنقّل بين المستشفيات دون استقرار، وسط عجز أسرته عن تغطية نفقات العلاج، إلى أن تدخل الشهيد القائد صدام المتر الصالحي – قائد حزام مودية آنذاك – وقام بإدخاله المستشفى باسم أحد الجنود، في خطوة إنسانية مكنته من تلقي الإسعافات وإنقاذ حياته.


ويضيف أن القائد الصالحي كان يخصص له مبلغاً شهرياً من راتبه الخاص، مراعاة لوضعه المعيشي الصعب، إلا أن هذا الدعم انقطع بوفاة القائد، ليعود القيناشي إلى دائرة التهميش والعوز.


صمت رسمي.. ومناشدة مفتوحة


في ظل تدهور حالته الصحية والمعيشية، ناشد القيناشي كافة المسؤولين والقيادات في محافظة أبين، وعلى رأسهم قيادات الحزام الأمني، بالنظر في حالته وإنصافه، مؤكداً أن تجاهله كل هذه السنوات، رغم إصابته أثناء أداء الواجب، يمثل وصمة عار في جبين المؤسسات الأمنية التي لطالما تغنّت بتضحيات رجالها.


وقال القيناشي:


> "سبعة أعوام ولم يُدرج اسمي في قوائم الجرحى! طرقنا كل الأبواب دون جدوى، بينما هناك من يجني الملايين باسمنا ودمائنا. هل يُعقل أن يُترك مصاب فقد حواسه دون حتى أبسط حقوقه؟"




وأضاف متأثراً:


> "ألم يتحرك ضمير أحد المسؤولين؟ أليس من واجبهم الأخلاقي والإنساني إدراج اسمي ضمن المصابين في الهجوم الإرهابي؟ لقد قدمت ما لم يقدمه الكثيرون، وأنا رجل بسيط لم يكن يملك سوى شجاعته ونيته الصافية".




رسالة إلى الضمير الإنساني


واختتم القيناشي مناشدته قائلاً:


> "رسالتي موجهة إلى قلوبكم قبل مناصبكم، إلى ضمائركم قبل آذانكم. أنظروا بعين الرحمة والعدل إلى ما خلّفته مصالحكم من أضرار على البسطاء. وإن لم تستجيبوا، فإن الله لن يُضيع أجر من قدم روحه ودمه دفاعاً عن الأرض والعرض".



الاسم: محمد أحمد محمد عبدالله القيناشي

الموقع: مديرية مودية – محافظة أبين

تاريخ الإصابة: منذ 7 أعوام في هجوم نقطة القوز

المطلب: إدراجه ضمن كشوفات الجرحى وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية