تقرير/د. الخضر عبدالله:
أعرب عدد من المواطنين في مدينة عدن عن استيائهم الشديد من استمرار تذبذب أسعار السلع الأساسية وغياب أي انخفاض ملموس، بالرغم من التحسن الملحوظ الذي شهدته العملة المحلية خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال المواطن خالد الشقي، أحد سكان مديرية الشيخ عثمان، إن تعافي الريال اليمني أمام العملات الأجنبية أعطى المواطنين بارقة أمل بانخفاض الأسعار، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً.
وأضاف في حديثه:"كل يوم نسمع عن تحسن سعر الصرف، لكن لما تروح السوق، تلاقي الأسعار كما هي، أو تزيد في بعض الأحيان.. الناس تعبت، والتجار يبيعوا وكأن العملة ما تغيرت!"
وأشار المواطن إلى أن هذا الوضع خلق حالة من الإحباط الشعبي، خاصة لدى ذوي الدخل المحدود الذين يعانون أصلاً من أوضاع اقتصادية صعبة، مشدداً على أن غياب الرقابة الحقيقية على الأسواق شجع كثيراً من التجار على التلاعب بالأسعار.
وتابع قائلاً: "نحن كمواطنين نريد عدالة في السوق.. إذا كانت العملة قد تحسنت، المفترض ينعكس ذلك على الأسعار، مش بس على الورق أو في نشرات الأخبار."
ويشكو المواطنون من أن الأسعار لا تزال عند مستويات مرتفعة ، خصوصاً في المواد الغذائية مثل القمح والسكر والزيت والخضروات، رغم أن سعر صرف الريال مقابل الدولار شهد تحسناً بنسبة تفوق 20% مقارنة بالأشهر الماضية.
من جهته، دعا المواطن الشقي الجهات المعنية إلى القيام بدورها في مراقبة الأسواق وضبط التجار المخالفين، مؤكداً أن "الاستقرار الاقتصادي لا يكون فقط في البنوك، بل في معيشة الناس اليومية".
ويطالب المواطنون بأن تكون هناك آلية رسمية تربط بين سعر العملة وسعر السلع، بحيث لا يظل المواطن ضحية لتقلبات السوق وغياب الشفافية في التسعير، في وقت لا يزال فيه الوضع المعيشي هشاً ويزداد سوءاً مع استمرار الأزمات.
مطالبات شعبية لإجراءات حازمة
يطالب المواطنون الحكومة المحلية والسلطات الرقابية باتخاذ خطوات عاجلة وجادة لضبط الأسواق، وإلزام التجار بتخفيض الأسعار تماشياً مع تحسن سعر صرف الريال. كما يدعون إلى تفعيل دور الجهات الرقابية، وتوسيع صلاحيات اللجان المجتمعية لتقوم بدورها في متابعة المحلات ومخازن التجار، والإبلاغ عن المخالفين.
اقتصاديون: يجب ربط الأسعار بسعر الصرف فعلياً
يؤكد مختصون في الشأن الاقتصادي أن عدم وجود آلية واضحة تربط أسعار السلع بسعر صرف العملة المحلية يسهم بشكل كبير في حالة الفوضى السعرية. كما يشيرون إلى أن عدم توفر مؤسسات رقابة مستقلة وفعالة يسمح للتجار بالتلاعب بالأسعار دون خوف من محاسبة أو رقابة.
الأزمة تولد الغضب
في ظل استمرار الأزمة المعيشية، تتصاعد حالة الغضب الشعبي يوماً بعد يوم، ويتحول الأمل بتحسن سعر الصرف إلى خيبة أمل لدى آلاف الأسر، التي تنتظر تحسناً فعلياً في قدرتها الشرائية لا مجرد مؤشرات اقتصادية شكلية. ويبقى السؤال المطروح بإلحاح:
متى يتحول تعافي العملة إلى واقع ملموس في الأسواق؟