كشف تقرير استخباراتي حديث أن الولايات المتحدة الأمريكية استهلكت نحو 25% من مخزونها من صواريخ “ثاد” الدفاعية خلال الحرب التي اندلعت في يونيو الماضي بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت 12 يومًا، في واحدة من أكثر العمليات الدفاعية كثافة في تاريخ النظام الصاروخي المتقدم.
ووفقًا لمصدرين مطّلعين على سير العمليات، أطلقت القوات الأمريكية ما بين 100 إلى 150 صاروخ “ثاد” خلال التصدي لمئات الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، وهو ما يفوق بكثير معدلات الإنتاج السنوية الحالية التي لا تتجاوز 12 صاروخًا سنويًا، وفق أرقام وزارة الدفاع.
ويمتلك الجيش الأمريكي سبع بطاريات “ثاد”، اثنتان منها نُشرت في إسرائيل خلال الحرب. وقد أدى الاستنزاف السريع لهذا النظام إلى إثارة قلق واسع في أوساط الخبراء العسكريين والمسؤولين الدفاعيين الأمريكيين، خصوصًا فيما يتعلق بقدرة الولايات المتحدة على الردع في مناطق ساخنة أخرى مثل المحيط الهادئ.
الخبراء حذّروا من أن الوضع الراهن يُهدد الجاهزية العسكرية الأمريكية، خاصة وأن نظام “ثاد” يُعد من الموارد النادرة والمكلفة، بتكلفة تقارب 12.7 مليون دولار للصاروخ الواحد. وتتوقع وزارة الدفاع الأمريكية إنتاج 37 صاروخًا إضافيًا فقط في العام المقبل، ضمن ميزانية تُحاول تعزيز سلاسل الإمداد الدفاعي بنحو 3.8 مليار دولار.
لكن وفق محللين، فإن هذا لا يكفي لسد النقص الحاصل، وقد يستغرق الأمر ما بين 3 إلى 8 سنوات لاستعادة المخزون إلى مستوياته السابقة، ما يفرض على صناع القرار إعادة النظر في أولويات الإنفاق الدفاعي.
نتائج الحرب: صواريخ تخترق الدفاعات
ورغم المساهمة الفعالة لصواريخ "ثاد" في التصدي للهجمات، إلا أن ما لا يقل عن 36 صاروخًا إيرانيًا أصابت مناطق مأهولة في إسرائيل، متسببة في مقتل 29 شخصًا وأضرار قدرت بـ1.8 مليار دولار، بحسب بيانات أولية.
ووفق معهد JINSA، فإن “ثاد” أسقط نحو نصف الصواريخ التي تم اعتراضها خلال الحرب، ما يسلّط الضوء على الدور المحوري لهذا النظام الأمريكي المتقدم، مقابل تراجع فعالية الدفاعات المحلية الإسرائيلية مع استمرار المعارك.
ويرى محللون أن الاستنزاف الذي تعرّض له مخزون صواريخ الاعتراض الأمريكية يُشكل فرصة استراتيجية للصين، إذ إن التركيز على دعم إسرائيل في الشرق الأوسط قد يأتي على حساب الجاهزية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تزداد التهديدات والتنافس الجيوسياسي.
وفي ختام التقرير، حذّر خبراء من أن استمرار الحروب بهذا النسق دون خطة إنتاج طارئة قد يُضعف قدرة الردع الأمريكي على المدى المتوسط، ويُضعف من خيارات الرئيس في حال اندلاع صراع واسع في جبهات أخرى، أبرزها تايوان.