أصبحت أزمة الغذاء المستمرة في اليمن، الناجمة عن الصراعات والصدمات الاقتصادية والطقس القاسي، مرة أخرى من بين أسوأ الأزمات في العالم، وفقًا لتقرير دولي مهم.
وصنَّف التقرير العالمي لعام 2025 حول الأزمات الغذائية، الذي أصدرته مؤخرًا مجموعة من المنظمات بين الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة، اليمن كأحد مواقع "أزمات التغذية الأربع الأكثر خطورة" في عام 2024. والدول الثلاث الأخرى هي السودان وغزة ومالي.
وفي هذه المواقع الأربعة، "يصل الجوع الكارثي الناجم عن الصراع وعوامل أخرى إلى مستويات قياسية، مما يدفع الأسر إلى حافة المجاعة"، كما كتب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في مقدمة التقرير.
كما ذكر ملف التقرير الخاص باليمن أن ما يقرب من نصف سكان البلاد (48%) واجهوا انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال فترة الذروة من أواخر عام 2024 حتى أوائل عام 2025؛ إذ واجه ما يقرب من 17 مليون يمني صعوبة في الحصول على الغذاء الكافي خلال هذه الفترة.
- لماذا تُعدّ هذه الأزمة الغذائية مثيرة للقلق؟
وقد أدت عوامل متعددة إلى تفاقم الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في البلاد العام الماضي.
وذكر التقرير أن هذه الأسباب شملت الظروف الاقتصادية التي أدّت إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، فضلًا عن استمرار الصراع بين المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًّا.
كما لعبت الظواهر الجوية القاسية، التي تفاقمت بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، دورًا في نقص الغذاء وارتفاع التكاليف.
وأشار موقع "أتالايار" في يونيو الماضي إلى أن موجات الحر، وعدم انتظام هطول الأمطار، والتغيرات السريعة في الرطوبة، وانخفاض خصوبة التربة، كلها أضرّت بالزراعة وتربية الماشية.
وأوضح التقرير العالمي أن الأمطار الغزيرة في شهري مارس وأغسطس 2024 أدّت إلى فيضانات أثَّرت على مئات الآلاف من الأشخاص، وألحقت أضرارًا بأكثر من 240 ألف فدان من المحاصيل، وزادت من تلوث المياه والأمراض، وأدّت إلى خسائر في الماشية وسبل العيش.
وبينما كان الوضع في اليمن قاسيًا بشكل خاص، فإنه يُجسِّد أيضًا انعدام الأمن الغذائي والأزمات في جميع أنحاء العالم، التي تتفاقم في كثير من الأحيان بسبب الطقس القاسي.
وقد واجه أكثر من 295 مليون شخص في 53 دولة ومنطقة جوعًا حادًا في عام 2024، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في ملخصها للتقرير العالمي.
وقد ارتفع الآن انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية لدى الأطفال لمدة ست سنوات متتالية، ووصل عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الكارثي إلى أعلى مستوياته منذ بدء التقارير السنوية في عام 2016.
وبالنسبة لليمن، استمر الاتجاه المأساوي؛ وقد تم الآن تصنيف الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية كموقع لواحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في كل عدد من أعداد التقرير.