آخر تحديث :الأحد-27 يوليو 2025-12:09م
أخبار وتقارير

عبدالله محسن يكشف عن عرض تمثال نادر لملكة قتبانية في معارض دولية بعد تهريبه من اليمن

الأحد - 27 يوليو 2025 - 08:19 ص بتوقيت عدن
عبدالله محسن يكشف عن عرض تمثال نادر لملكة قتبانية في معارض دولية بعد تهريبه من اليمن
(عدن الغد)خاص:

كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن تمثال أثري نادر لامرأة بارزة من مدينة "تمنع" التاريخية، عاصمة مملكة قتبان، يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويُعرض حالياً في عدد من المعارض الدولية بعد تهريبه من اليمن إلى فرنسا قبل عام 1970، ثم انتقاله إلى سويسرا.

ويُعدّ التمثال، المنحوت من المرمر والمزيّن بعناصر من البرونز، من أكمل وأندر نماذج النحت اليمني القديم، ويُرجّح أنه يجسد ملكة أو كاهنة. وقد شارك في عدة معارض دولية بارزة، من بينها معرض "PAD London" الذي أُقيم في ساحة بيركلي بلندن خلال أكتوبر 2017، والمعروف بعرضه لأهم قطع الفنون الكلاسيكية والمعاصرة.

وبحسب مؤسسة "فينكس للفن القديم"، التي استعرضت التمثال، فإنه يُعتبر أكمل تمثال مرمري معروف لامرأة يمنية، يحتفظ بتفاصيل فنية نادرة، من بينها الشعر المصنوع من البرونز، والتاج، والأقراط، والأساور المصممة على شكل أفاعٍ، إلى جانب فستان طويل بأكمام قصيرة. كما تتجلى في وجهه ملامح دقيقة، أبرزها العينان الكبيرتان المرصعتان بمادة داكنة، يُعتقد أنها من البيتومين، إضافة إلى الحواجب والحدقتين المحفورتين بعناية فائقة.

وأشار الباحث محسن إلى أن التمثال يُصوّر امرأة واقفة بثبات على قاعدة صغيرة، وقدماها عاريتان، وذراعاها ممدودتان للأمام في وضع تعبدي، إحداهما مفتوحة والأخرى تقبض على جسم غير محدد، مع تباين فني بين دقة نحت الوجه وتجريد الجسد، وهو ما يميز فن النحت اليمني في تلك الحقبة.

وتشير دراسات دولية، منها ما قدمه الباحثان كليفلاند ودي ميغريه، إلى أن هذه التماثيل الجنائزية كانت تُستخدم كصور رمزية للمتوفين وتوضع بجوار القبور، ما يعكس طقوس الدفن والمعتقدات الدينية في حضارة قتبان.

ويمثل هذا التمثال النادر دليلاً ملموساً على ثراء وتفرّد الحضارة اليمنية القديمة، ويعيد التأكيد على أهمية الجهود الرامية لاستعادة الآثار اليمنية المنهوبة، والحفاظ على ما تبقى منها من عبث التهريب والنهب.

وتشهد اليمن منذ انقلاب ميليشيا الحوثي عام 2014 تصاعدًا خطيرًا في عمليات تهريب ونهب الآثار، خصوصًا من المتاحف والمواقع الأثرية الواقعة تحت سيطرتهم، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وفي المقابل، تمكنت الحكومة اليمنية من استعادة عدد من القطع الأثرية النادرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، بعد جهود دبلوماسية وقانونية مستمرة بالتعاون مع جهات دولية متخصصة في حماية التراث الثقافي.