في صورة تجسد بساطة الحلم اليمني، وتحمل ملامح الكفاح والتحدي، تصدّر المواطن اليمني أبو حيدر العولقي المشهد الشعبي بعد أن نجح في تحويل صفحته الشخصية على فيسبوك إلى أكبر منصة شعبية لبيع السيارات، متجاوزًا بها حدود المعارض التقليدية، ومغيرًا قواعد السوق، وسط إشادة واسعة بمصداقيته وأسلوبه الشعبي العفوي.
بدأت قصة أبو حيدر من نقطة بسيطة، حين قرر عرض سيارات للبيع من خلال منشورات يومية على صفحته، مستخدمًا لغة قريبة من الناس، وروحًا خفيفة الظل، وصورًا تعكس ثقة وتفاصيل دقيقة للمركبات. ومع مرور الوقت، تحولت صفحته إلى مقصد رئيسي لآلاف الباحثين عن سيارات في اليمن، وارتفعت معدلات التفاعل مع منشوراته إلى مستويات قياسية.
نجاحه اللافت لم يمر مرور الكرام، إذ تقول مصادر في قطاع تجارة السيارات إن عشرات المعارض تضررت بفعل الإقبال الكبير على أبو حيدر، الذي وفّر للمواطنين وسيلة سهلة وموثوقة للبيع والشراء دون الحاجة لوسطاء أو تكاليف إضافية.
لكن ما ميّز أبو حيدر العولقي أكثر، هو احتفاظه بملامح البساطة، وظهوره المتكرر مع أطفاله في صوره، وكأنه يقول للجميع: النجاح لا يحتاج مظاهر براقة، بل يحتاج إلى صدق، وإرادة، وقلب نظيف.
اليوم، لم يعد أبو حيدر مجرد بائع سيارات، بل تحول إلى "ظاهرة اقتصادية واجتماعية"، وأصبح حديث الشارع اليمني، وملهمًا للكثير من الشباب الطامحين لبناء مشاريعهم الصغيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما يواصل البعض التساؤل: "من أين أتى هذا الرجل؟"، يرد الناس ببساطة: "أتى من اليمن.. من رحم المعاناة، ليعلّمنا أن الإرادة لا تُقهر".