آخر تحديث :الأحد-27 يوليو 2025-08:50ص
أخبار وتقارير

شارع تاريخي يتحوّل إلى مكب نفايات في قلب عدن وسط تجاهل رسمي يثير الاستياء الشعبي

السبت - 26 يوليو 2025 - 03:08 م بتوقيت عدن
شارع تاريخي يتحوّل إلى مكب نفايات في قلب عدن وسط تجاهل رسمي يثير الاستياء الشعبي
عدن الغد – خاص

في مشهد مؤسف يعكس تراجع مستوى الخدمات العامة في العاصمة المؤقتة عدن، تشهد مديرية صيرة حالة من التدهور البيئي الحاد، حيث تحوّل أحد أقدم الشوارع التاريخية في المدينة إلى بؤرة لتكدّس النفايات وانبعاث الروائح الكريهة، رغم قربه اللافت من مبنى السلطة المحلية وصندوق النظافة والتحسين.


ويقع الشارع المتضرر على بُعد أقل من نصف كيلومتر من مقر البلدية، في قلب مديرية صيرة، إحدى أعرق مديريات عدن وأكثرها رمزية، وهو ما يسلط الضوء على حجم الإهمال والتقاعس في أداء المهام الخدمية من قبل الجهات المعنية. إذ تُظهر الصور والمشاهد اليومية للشارع تكدّسًا مستمرًا لأكوام القمامة، إلى جانب انتشار واضح للروائح الناتجة عن التبول العشوائي، ما حوّل المكان إلى بيئة طاردة وغير صحية، تهدد السكان والمارة على حد سواء.


وبحسب سكان محليين، فإن هذا الشارع كان يومًا ما يُعد من أبرز الممرات الحيوية التي تعكس الطابع التاريخي والمعماري للمدينة، إلا أنه اليوم يُعاني من تهميش واضح، وسط غياب شبه تام لأي حملات نظافة أو رقابة دورية من الجهات المختصة. وأشار مواطنون إلى أن تجاهل الجهات الرسمية لمعاناة السكان بات أمرًا مقلقًا، مؤكدين أن النظافة لا يجب أن تُعامل كرفاهية، بل هي حق أساسي من حقوق المواطن.


وفي الوقت الذي تتكرر فيه الشكاوى من الوضع القائم، لا تزال السلطات المحلية تلتزم الصمت، دون اتخاذ أي إجراءات ملموسة لرفع الضرر وإعادة الاعتبار للشارع الذي كان في يوم من الأيام مصدر فخر لأهالي المنطقة.


ويؤكد مختصون في الشأن البيئي أن حل المشكلة لا يتطلب مشاريع ضخمة أو اعتمادات مالية كبيرة، بل يحتاج فقط إلى إرادة حقيقية وضمير حيّ، إلى جانب تفعيل أدوات النظافة والإشراف الميداني المنتظم، حفاظًا على ما تبقى من ملامح المدينة التاريخية، وصونًا لصحة وسلامة سكانها.


وتأتي هذه المشاهد المؤلمة في وقت تتزايد فيه الدعوات لمساءلة الجهات المسؤولة عن تدهور الوضع البيئي والخدمي في المدينة، وسط مطالبات بوضع حد لحالة الإهمال، واستعادة روح النظام والنظافة التي لطالما تميزت بها عدن في ماضيها العريق.