آخر تحديث :السبت-26 يوليو 2025-10:21ص
حوارات
من المنفى إلى الميدان الرقمي..

علي عبدالإله يواصل نضاله المجتمعي ويؤكد: التغيير يبدأ من الداخل

الجمعة - 25 يوليو 2025 - 01:20 م بتوقيت عدن
علي عبدالإله يواصل نضاله المجتمعي ويؤكد: التغيير يبدأ من الداخل
(عدن الغد) خاص:

حوار أجرته صحيفة عدن الغد مع الناشط المجتمعي علي عبدالإله


إعداد وحوار: محمد وحيد


في زمن تتراجع فيه أصوات المبادرات تحت وطأة الحروب والشتات، يظل هناك من لا يتنازل عن دوره في النهوض بالمجتمع، ولو من أقصى حدود المنافي. علي عبدالإله، ناشط مجتمعي يمني، لا يزال يؤمن أن التغيير لا يحتاج منصبًا ولا سلطة، بل يكفي أن تبدأ بفكرة، وتمضي بإصرار. رغم مغادرته لوطنه، لم تغادره قضايا الناس، فواصل من موقعه، بجهد مضاعف، نشاطه المجتمعي عبر الكتابة، التوعية الرقمية، والمبادرات الإنسانية، ليبقى في صفوف من يصرّون على صناعة الأثر في زمن الانطفاء.


في هذا اللقاء الخاص، فتحت صحيفة عدن الغد معه حوارًا امتد من الطفولة الأولى مع الشأن العام، إلى التحديات الكبرى التي يواجهها النشطاء في اليمن، وصولًا إلى رؤيته لمستقبل العمل المجتمعي.


س1: عرّفنا عن نفسك وطبيعة عملك؟

ج1: أنا علي عبدالإله سلام، ناشط مجتمعي ومختص في البرامج المجتمعية، مهتم بالسياسات العامة والقانون الإنساني الدولي، وكاتب في العديد من المواقع الإعلامية. عملت منذ سنوات في مجال التنمية والمشاريع المجتمعية، بدأت كمشارك في مبادرات تطوعية لتحسين جودة الحياة، ثم توسعت مشاركتي من خلال عضويتي المبكرة في الاتحاد العام لشباب اليمن منذ 2006، ثم المركز الوطني للشباب، حتى أصبحت أدير مشاريع في منظمات دولية تركّز على تمكين الفئات المهمّشة والمستضعفة. أؤمن أن التغيير يبدأ من القاعدة، لذا أركز على رفع الوعي، وتعزيز روح المشاركة، وبناء الثقة بين الناس ومؤسساتهم.


س2: هل ما زلت مستمرًا في مجال النشاط المجتمعي؟

ج2: نعم، بل أصبحت أكثر ارتباطًا به حتى من خارج الوطن. أواصل تقديم الاستشارات، والكتابة، والتفاعل مع الجمهور عبر الإعلام الرقمي. النشاط المجتمعي التزام أخلاقي مستمر، وليس عملًا مؤقتًا. أحاول استخدام أدوات الإعلام الاجتماعي للتواصل مع جمهور أوسع ونقل الأفكار والمبادرات رغم بعدي الجغرافي.


س3: هل لديك أمثلة ملهمة لناشطين مجتمعيين من العالم؟

ج3: نعم، أستلهم كثيرًا من تجربة محمد يونس، مؤسس بنك غرامين، الذي آمن أن الفقراء يستحقون فرصًا اقتصادية، وحصل على نوبل للسلام عام 2006. كما أعتبر كوفي عنان نموذجًا عالميًا في قيادة العمل الإنساني، لما قدمه من أهداف إنمائية كانت لها آثار عميقة في العالم النامي.


س4: ما الذي دفعك لتصبح ناشطًا مجتمعيًا؟

ج4: شعور داخلي بالمسؤولية ورغبة صادقة في التغيير. رأيت الفجوات بين ما يحتاجه الناس فعليًا وبين ما يُقدّم لهم، وشعرت أن الانتقاد وحده لا يكفي. من هنا بدأت رحلتي في المبادرات التطوعية، وتعمقت فيها أكثر عندما رأيت كيف يمكن أن تؤثر مبادرة صغيرة في حياة إنسان واحد. التغيير لا يصنعه الغضب بل العمل المنظم والمستمر.


س5: ما أبرز التحديات التي تواجه الناشط المجتمعي في اليمن؟

ج5: كثيرة، أبرزها ضعف التمويل والدعم المؤسسي، تعقيدات التعامل مع الجهات الرسمية، غياب البيئة القانونية الداعمة، وتراكم الضغط النفسي نتيجة التعرض لقضايا حساسة في بيئة غير مستقرة. يضاف إلى ذلك استمرار الحرب وتضاؤل فرص دعم المبادرات من الجهات الرسمية.


س6: كيف يمكن تجاوز هذه التحديات؟

ج6: عبر بناء شراكات حقيقية مع منظمات المجتمع المدني والداعمين، وتطوير المهارات الذاتية، واستخدام الإعلام الرقمي لنشر الوعي والحصول على تمويل جماعي. العمل الجماعي وتوزيع الأدوار يخفف الضغط، كما أن المرونة والواقعية والالتزام بالرسالة تمنح القدرة على الاستمرار.


س7: كيف يمكن تعزيز دور الناشط المجتمعي بشكل مستدام؟

ج7: عبر تمكين الشباب وتأهيلهم للعمل التطوعي، وإشراك المجتمع في كل مراحل المبادرات، والتقييم المستمر للأثر المجتمعي. الاستدامة تتطلب عملًا منظمًا يراكم الأثر على المدى الطويل، ويؤسس لجيل جديد يحمل المشعل من بعدنا.


س8: هل هناك نماذج ملهمة لناشطين نجحوا؟

ج8: نعم، لكن الإلهام لا يرتبط بالشهرة. أراه في الشباب الذين يواجهون الحرب والدمار ويصرّون على بناء شيء جديد، في اليمن وسوريا والسودان. هؤلاء الشباب، الذين قد لا نعرف أسماءهم، يقدّمون نماذج عظيمة للإلهام الحقيقي، لأنهم يثبتون أن العمل المجتمعي لا يُقاس بالصوت المرتفع، بل بالأثر الهادئ المستمر.


س9: ما الأعمال المجتمعية التي يحتاجها المجتمع حاليًا؟

ج9: هناك حاجة ملحة لمبادرات في الصحة النفسية، وبرامج التمكين الاقتصادي خاصة للنساء والأسر المحتاجة، وتعليم غير نظامي، وتوعية رقمية لمواجهة الشائعات، وحملات بيئية لتعزيز ثقافة إعادة التدوير والزراعة الحضرية.


س10: ما دور الجهات المختصة، وهل يوجد تعاون؟

ج10: للأسف، الوضع الراهن في اليمن يعاني من غياب الدولة، والنفوذ السلطوي يعيق النشاط المجتمعي. هناك بعض التعاون المحدود، لكننا بحاجة إلى بيئة تشريعية حقيقية وصناديق دعم مرنة. المطلوب شراكة حقيقية مبنية على الثقة، لا الظهور الإعلامي.


ما هي رسالتك للمجتمع؟

رسالتي أن التغيير لا يأتي من الخارج، بل من داخل كل فرد فينا. لا تنتظروا المعجزات، بل ابدأوا من أنفسكم. بالوعي، وبالعمل، وبروح المشاركة سنصنع الفرق. المجتمع لا يحتاج أكثر من أن يشعر أفراده بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض، عندها فقط يمكننا استعادة كرامتنا الجماعية وبناء وطن عادل وإنساني.