أجرى رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، الصحفي فتحي بن لزرق، زيارة خاصة إلى مقر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، التقى خلالها بمحافظ البنك الأستاذ أحمد غالب المعبقي، في خطوة وصفها بـ"زيارة البحث عن الحقيقة"، جاءت تلبية لنداءات عشرات المواطنين الذين ألحّوا على وسائل الإعلام بالبحث عن إجابات لانهيار العملة وتدهور الوضع الاقتصادي.
وأكد بن لزرق أن الزيارة لا تعني انحيازه لأي طرف، ولا تمثل دفاعًا عن البنك أو تلميعًا لأي جهة، بل جاءت من منطلق الصحافة الحرة والمستقلة التي تنقل همّ الناس وأسئلتهم دون تجميل أو تحامل، وقال: "ذهبت بعين الصحافة وعدت بنفس العين".
وخلال اللقاء، كشف محافظ البنك عن مجموعة من الأسباب التي تقف خلف الانهيار الحاصل، أبرزها غياب الميزانية الحكومية منذ سنوات، وتوقف تصدير النفط، إضافة إلى ما وصفه بـ"العبث بالإيرادات" في عدد من المحافظات، حيث تُصرف الموارد بعيدًا عن الأطر الرسمية، ولا يُحول منها إلى البنك سوى أقل من 25%، وهو ما لا يكفي لتغطية الالتزامات العامة للدولة.
وأشار المعبقي إلى وجود أكثر من 147 جهة حكومية إيرادية تعمل خارج نطاق الرقابة، كما تتصرف بعض السلطات المحلية بمواردها بشكل منفصل عن البنك، ثم تطالب الأخير بتغطية نفقاتها بالكامل، وهو ما يفاقم الأزمة ويعرقل جهود الإصلاح.
وأكد أن الحل يكمن في تحرك شامل تقوده الرئاسة والحكومة والبنك المركزي سويًا، لضبط الموارد وتوجيهها إلى البنك كجهة سيادية مسؤولة عن السياسة المالية، لافتًا إلى أن بقاء الأمر كما هو عليه لن يقود إلا إلى مزيد من الانهيار.
وفي جانب الصرافة، قال المعبقي إن البنك اتخذ إجراءات ضد المحلات المخالفة داخل عدن، لكنه يواجه صعوبات في ضبط شركات الصرافة بالمحافظات البعيدة، كما اتهم جماعة الحوثي بالمضاربة بالعملة داخل عدن باستخدام النقد المحلي في محاولة لزعزعة السوق.
وأضاف أن المتبقي من الوديعة السعودية لا يتجاوز 225 مليون دولار، وقد استُخدم الجزء الأكبر منها لتغطية الرواتب والنفقات، مؤكدًا أن الاعتماد على هذه الأموال غير المستدامة لم يعد ممكنًا.
وعن الحلول، قال محافظ البنك إن الطريق إلى الاستقرار يبدأ من أربعة محاور رئيسية: استئناف تصدير النفط، تحويل الإيرادات إلى البنك المركزي، إعداد ميزانية حكومية واضحة، وتحرير الدولار الجمركي.
واختتم بن لزرق تقريره بالتأكيد: "لم أذهب لأبحث عن مرافعة لصالح أحد، بل لأحمل أسئلة الناس إلى أعلى المستويات، ولعلنا نجد في وضوح الإجابة طريقًا للنجاة".
الخميس 24 يوليو 2025م
صحيفة عدن الغد