في مشهد صادم يعكس واقع الانفلات الأمني، والانتهاكات المستمرة، في مناطق سيطرة جماعة “الحوثي”، أقدم قيادي “حوثي”، على قتل طفل بدم بارد، وبطريقة مروعة، أعاد إلى الأذهان سجلاً طويلاً من الجرائم “الحوثية” بحق المدنيين، لا سيما الأطفال.
وقالت مصادر محلية في محافظة الجوف، إن القيادي في جماعة “الحوثي”، “عبد الله صالح الغويبي”، وهو مشرف ميداني في مديرية المتون، أطلق ثلاث رصاصات مباشرة على الطفل، “بدر حسين عيدان“، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وأكدت المصادر، أن الطفل بدر، وهو من أبناء قرية القصبة، قُتل بعد أن رفض جلب عبوة مياه للمشرف “الحوثي”، الذي كان متواجداً في المنطقة، حيث وقعت الجريمة أمام شهود من السكان المحليين، الذين لم يستطيعوا التدخل خوفاً من بطش مسلحي جماعة “الحوثي”.
انتهاكات ممنهجة تمارسها جماعة “الحوثي”
وتأتي جريمة مقتل الطفل “بدر حسين عيدان”، في سياق واقع مروّع يعيشه الأطفال في اليمن، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة “الحوثي”، حيث يتعرضون بشكل ممنهج لانتهاكات خطيرة، وثّقتها تقارير أممية حديثة.
ففي تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تم التحقيق في 583 انتهاكاً جسيماً خلال عام 2024، استهدفت 504 أطفال في اليمن، بالإضافة إلى 204 انتهاك، يعود لسنوات سابقة.
وأشار التقرير، إلى أن الجزء الأكبر من تلك الانتهاكات، نُسبت إلى جماعة “الحوثي”، المدعومة من إيران، والتي تتصدر قائمة الجهات المسؤولة عن استهداف الطفولة في اليمن.
وسلّط التقرير الأممي، الضوء على جرائم متنوعة ارتكبت بحق الأطفال، شملت القتل والتشويه والتجنيد القسري، والعنف الجنسي، والاختطاف، والهجمات على المدارس والمستشفيات، وحرمان الأطفال من المساعدات الإنسانية.
وأكد التقرير، أن وتيرة هذه الانتهاكات في تصاعد مستمر، ما دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق تحذيرات جديدة، من تفاقم أوضاع الطفولة في اليمن، في ظل استمرار الحرب وغياب المساءلة.
انهيار العملية التعليمية في اليمن
إلى جانب القتل والانتهاكات الجسيمة، يواجه ملايين الأطفال في اليمن، حرماناً من التعليم، وهو أحد أخطر تداعيات النزاع المستمر، إذ كشفت منظمة الهجرة الدولية، في بيان حديث، أن أكثر من 2.4 مليون طفل، انقطعوا عن الدراسة منذ تصاعد حرب جماعة “الحوثي”، في آذار/ مارس 2015.
ووفق البيان، فإن نحو مليون طفل تسربوا من المدارس، خلال السنوات الماضية، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية ومقرات للجماعة.
كما أشار التقرير، إلى أن أكثر من 2000 مدرسة، في أنحاء اليمن، تعرضت للضرر، أو أعيد استخدامها لأغراض غير تعليمية، مما عرّض 8 ملايين طفل في سن الدراسة، لخطر الخروج من النظام التعليمي، من بينهم أكثر من مليون طفل نازح.
ويؤكد هذا الواقع المأساوي، استمرار ممارسات جماعة “الحوثي” في تدمير البيئة التعليمية، وتكريس ثقافة الحرب والكراهية، بدلاً من السلام والتعلم، مما يجعل مستقبل الطفولة في اليمن رهينة للصراعات المستمرة.