آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-09:20م
حوارات

العديني يؤكد أهمية بناء شراكات عربية - صينية تستند إلى المعرفة والابتكار والاستثمار المتبادل

السبت - 19 يوليو 2025 - 05:05 م بتوقيت عدن
العديني يؤكد أهمية بناء شراكات عربية - صينية تستند إلى المعرفة والابتكار والاستثمار المتبادل
(عدن الغد) خاص


- الصين تقود تحولًا ذكيًا في سلاسل الإمداد.. والتكامل مع العالم العربي بات ضرورة استراتيجية


أجرت صحيفة "عدن الغد" حوارًا خاصًا مع الأستاذ عبدالقوي العديني- رئيس تحرير مجلة الاستثمار، على هامش مشاركته في فعاليات الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي لسلاسل الإمداد، حيث تحدث عن تحولات المشهد العالمي في هذا القطاع الحيوي، والدور الريادي للصين، وآفاق التعاون مع الدول العربية، إلى جانب رؤيته للنسخة الحالية من المعرض.


حوار/وسيم يحيى


قلب الإمداد العالمي


- كيف تقيّمون أداء الصين في مجال سلاسل الإمداد؟ وما رؤيتكم لمستقبلها في هذا القطاع؟


** أثبتت الصين خلال العقدين الماضيين أنها ليست مجرد مركز إنتاج عالمي، بل اللاعب المحوري الأهم في منظومة سلاسل الإمداد، ويعود ذلك إلى تفوقها في البنية التحتية، والقدرات التصنيعية الهائلة، والتخطيط الصناعي بعيد المدى، وخلال جائحة كوفيد-19، على سبيل المثال، أظهرت مرونة مذهلة ساعدت العالم على تجاوز اختناقات التوريد.


التكنولوجيا الخضراء


** وأضاف: "ما يثير الإعجاب حقًا هو أن الصين لا تكتفي بما تحقق، بل تُعيد هندسة مفهوم سلسلة الإمداد بالكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والتكنولوجيا الخضراء. وفي المستقبل، أرى أن الصين ستتحول إلى عقل ذكي يدير سلاسل الإمداد عالميًا، وليس مجرد مصنع كبير".


شراكات استراتيجية


- كيف تنظرون إلى مستقبل التعاون الصيني العربي في هذا المجال، في ظل التقارب الكبير بين الجانبين؟


** التقارب الصيني العربي لم يعد مجرد تقارب اقتصادي، بل تلاقٍ استراتيجي قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتنظر الصين إلى المنطقة العربية باعتبارها محورًا لوجستيًا بالغ الأهمية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، فيما تدرك الدول العربية أن تعزيز التعاون مع الصين في سلاسل الإمداد يعزز أمنها الاقتصادي واستقرارها.


إدارة حركة السلع


وتابع: "المستقبل مفتوح أمام إنشاء ممرات تجارية ومراكز توزيع ومنصات رقمية مشتركة بين الجانبين، ما من شأنه تعزيز الشفافية والفعالية في إدارة حركة السلع والخدمات على امتداد القارات".


السياسات التنموية


- ما موقع الصين في دعم المخططات التنموية الجارية في العالم العربي؟ وهل هناك آليات لبناء سلاسل إمداد مشتركة؟.


** نعم، هناك تحول نوعي في شكل الشراكة الصينية العربية. لم تعد الصين مجرد ممول أو مزود مشاريع بنية تحتية، بل أصبحت شريكًا في صياغة الرؤية والاستراتيجية، خصوصًا في ظل مشروعات كبرى مثل "رؤية السعودية 2030"، و"مصر الخضراء"، وسائر المبادرات الخليجية والمغاربية.


التكامل القطاعي


** وحول التعاون لبناء سلاسل إمداد ذكية، قال: "نشهد اليوم نشوء آلية تعاون متكاملة بين الجانبين لبناء سلاسل إمداد ذكية، تعتمد على التوزيع الجغرافي المتخصص، والتكامل القطاعي، والربط الرقمي بين الموانئ والمراكز اللوجستية".


الاستثمار المتبادل


- ما أهمية الاستثمار المشترك في تحقيق التكامل بين سلاسل الإمداد الصينية والعربية؟.


** الاستثمار المتبادل هو الركيزة الأهم لدمج فعّال ومستدام. نلاحظ اهتمامًا متصاعدًا من الجانب الصيني بتطوير البنى التحتية والموانئ في الدول العربية، وفي المقابل هناك حراك استثماري عربي في السوق الصينية من خلال الصناديق السيادية والمؤسسات الكبرى.


استجابة للمتغيرات


** وأوضح أن هذا التداخل الاستثماري يسمح بخلق نظام تشاركي قادر على تقاسم المخاطر، وتحفيز الابتكار، وبناء منصات أكثر استجابة للمتغيرات، لا سيما إذا تم توجيه الاستثمارات نحو التكنولوجيا النظيفة، والربط الرقمي، ومراكز البيانات.


منصة التحول الرقمي


- ما تقييمكم للنسخة الحالية من معرض سلاسل الإمداد؟ وما أبرز ملاحظاتكم؟.


** هذه النسخة تمثل نقطة تحول مهمة في مجال الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد. أكثر ما لفت انتباهي هو التحول الكبير نحو الرقمنة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وهو توجه يعكس وعيًا عالميًا متزايدًا بضرورة بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة واستدامة.


حضور عربي لافت


** وفي ختام الحوار، أشار إلى أن الحضور العربي النشط والمتميز كان لافتًا، سواء عبر مشاركة جامعة الدول العربية، أو مكتب أبوظبي للاستثمار، أو وفد دولة تونس الشقيقة، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من المنطقة بلعب دور محوري في المنظومة العالمية.