في تحوّل لافت في موازين القوى الجوية، كشفت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية أن القاذفات الاستراتيجية الأميركية "بي-1 بي لانسر" باتت خارج الخدمة الفعلية أمام تطور الدفاعات الجوية الروسية والصينية، مما جعلها غير صالحة سوى لمعارك منخفضة التهديد كالحروب في العراق وأفغانستان.
ويأتي هذا التغيير كمؤشر على تحوّل استراتيجي عميق في العقيدة العسكرية الأميركية، حيث لم تعد السرعة والحمولة الهائلة كافية لاختراق السماء المليئة برادارات وصواريخ بعيدة المدى مثل منظومات "إس-400" الروسية ونظيراتها الصينية.
وقد بدأت الولايات المتحدة تتجه نحو استبدال "اللانسر" بطائرات "بي-21 رايدر" الشبحية، التي تعتمد على التخفي والتكنولوجيا المتقدمة كعنصر رئيسي في الصراع الجوي الحديث، خاصة مع تصاعد المنافسة مع قوى عظمى مثل روسيا والصين.
وترى المجلة أن "بي-1 بي لانسر"، التي كانت رمزًا للقوة الأميركية خلال الحقبة الأحادية القطبية، لم تعد تتناسب مع بيئات الحرب المعقدة، حيث أصبحت ميزة السرعة غير كافية في مواجهة أنظمة الدفاع المتطورة القادرة على كشف وتتبع حتى الأهداف الأسرع.
ويعكس هذا التحول أيضًا الاعتبارات الاقتصادية، إذ أصبح الحفاظ على أسطول "بي-1 بي" مرهقًا ماليًا بسبب تقدمه في العمر وتراجع كفاءته في ساحات الحرب المستقبلية.
في ظل هذا الواقع، تعوّل واشنطن على الجيل الجديد من القاذفات الخفية لضمان استمرارية تفوقها الجوي في الحروب القادمة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي والتخفي والتكنولوجيا فائقة التطور هي السلاح الحقيقي في مواجهة تحديات العصر.