آخر تحديث :الجمعة-18 يوليو 2025-12:47ص
أخبار وتقارير

"رغيف الغضب".. احتجاجات الخبز تشعل إيران وتكشف عمق الانهيار

الخميس - 17 يوليو 2025 - 08:29 م بتوقيت عدن
"رغيف الغضب".. احتجاجات الخبز تشعل إيران وتكشف عمق الانهيار
عدن الغد / متابعات

رغم انتهاء الحرب الأخيرة، يبدو أن إيران تقف على حافة انفجار اجتماعي جديد، ليس هذه المرة بسبب الصواريخ أو المعارك، بل بسبب الخبز، أساس المائدة الإيرانية التي باتت فارغة لدى ملايين المواطنين.


ففي مشهد يعكس حجم الأزمة المتفاقمة، وثّقت مقاطع مصورة موثوقة حصلت عليها قناة "الحرة" احتجاجات واسعة اجتاحت أكثر من 30 محافظة إيرانية، احتجاجًا على ندرة رغيف الخبز وارتفاع سعره بشكل غير مسبوق، ما أثار غضبًا شعبيًا عارمًا.


المحتجون، غالبيتهم من الخبّازين والمواطنين المتضررين من ارتفاع الأسعار، عبّروا عن سخطهم إزاء السياسات الاقتصادية القاسية وغياب الرقابة على توزيع الطحين، وسط اتهامات للحكومة بالتلاعب بجودة الدقيق وإغلاق مراكز التوزيع الحيوية، ما دفع بعض الخبّازين إلى القول: "كأنهم ملأوا الأكياس بالتراب!"


من جهتها، تؤكد رميش سبهراد، رئيسة المجلس الاستشاري لمنظمة الجاليات الإيرانية، أن ما يحدث اليوم هو امتداد طبيعي لانتفاضات سابقة، بدأت منذ أزمة البنزين في 2019، ومرورًا بارتفاع أسعار البيض، وصولًا إلى ما تصفه بـ"لحظة الغليان الحالية".


المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام وتغيير شامل، وسط تكرار العبارات ذاتها من المسؤولين حول “الاجتماعات القادمة” و"حلول قريبة"، والتي لم تؤدِ إلى أي تغيير ملموس منذ أشهر.


وفي سياق القمع المعتاد، لجأ النظام إلى الاعتقالات والتهديدات، حيث أفادت مصادر حقوقية بأن الاستخبارات الإيرانية اعتقلت "يدالله علمي" رئيس اتحاد خبازي مدينة سقز، مع عشرة آخرين، عقب إضراب جماعي نفذوه في 2 يوليو الجاري.


وفيما تستمر السلطة باستخدام الإعلام الرسمي لتشويه الاحتجاجات، سجّلت الأسعار ارتفاعات متسارعة بعد انتهاء حرب الأيام الـ12 الأخيرة مع إسرائيل، إذ عادت أسعار الخبز التقليدي للارتفاع في محافظات عدة منها طهران، قم، خراسان، وهمدان.


رئيس فريق عمل الطحين والخبز، محمد جواد كرمي، أقرّ بأن الزيادة كانت مُقرّرة قبل الحرب، لكنها أُجلت "لأسباب أمنية"، وهو ما يراه مراقبون تكتيكًا سياسيًا لتجنّب اندلاع ثورة خلال فترة الحرب.


وتشير تقارير إلى أن النظام يواجه ضغوطًا متصاعدة، إذ تم تسجيل أكثر من 3 آلاف احتجاج في إيران منذ مطلع 2024، بمشاركة شرائح متعددة من المجتمع، بينهم معلّمون، وطلاب، وسائقو الشاحنات، ومتقاعدون.


وفي خلفية هذه الاحتجاجات، يكمن مشهد اقتصادي متدهور:


أكثر من 30 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر،


معدل تضخم سنوي بلغ 34.5%،


معدل بطالة 7.7%،


ومؤشر بؤس وصل إلى 42.2 نقطة، بحسب بيانات رسمية.



رميش سبهراد ترى أن النظام الإيراني لم يحقق أي شكل من أشكال العدالة الاجتماعية، بل تحول إلى سلطة نخبوية تحتكر الثروة والقرارات، فيما تستمر معاناة المواطن الإيراني في أبسط ضروريات الحياة.


وتؤكد سبهراد أن الخبز – رغم بساطته – قد يكون هذه المرة "الشرارة الأخيرة"، في مشهد لم تعد فيه فوهة الغضب الشعبي قابلة للإغلاق، ولا شعارات النظام كافية لإخماده.


"الخوف لم يعد في الشارع فقط، بل تسلل إلى مكاتب السلطة نفسها.. وما ينتظرهم هو انفجار قد يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الجمهورية الإسلامية."