آخر تحديث :الجمعة-18 يوليو 2025-12:47ص
أخبار وتقارير

السويداء تحترق: 500 قتيل ودمار شامل بعد انسحاب القوات السورية وغارات إسرائيلية تهز دمشق

الخميس - 17 يوليو 2025 - 07:48 م بتوقيت عدن
السويداء تحترق: 500 قتيل ودمار شامل بعد انسحاب القوات السورية وغارات إسرائيلية تهز دمشق
عدن الغد – خاص

في تطورات دامية تهز الجنوب السوري، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وقف إطلاق النار في سوريا جاء "بالقوة لا بالاسترحام"، وذلك بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية وحكومية في العاصمة دمشق ومناطق أخرى، بينها وزارة الدفاع السورية.


وفيما كانت محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين محليين، أشار نتنياهو إلى أن انسحاب القوات السورية مساء الأربعاء من المدينة تحقق بعد ضغط عسكري مباشر، معتبراً ذلك "أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل في سوريا".


من جهته، قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إن حكومته اختارت تجنّب "حرب مفتوحة" مع إسرائيل، حرصاً على أمن الطائفة الدرزية ووحدة البلاد. وأضاف في خطاب رسمي أن فصائل محلية ومشايخ دروز تولوا مسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكداً أن هذا القرار جاء لتجنّب تفتيت البلاد وانزلاقها إلى صراع واسع النطاق.


وأوضح الشرع أن القوات الحكومية أرسلت لاحتواء نزاع مسلح تفجر بين دروز وبدو من مناطق محيطة إثر عمليات خطف متبادلة، إلا أن التدخل تطور إلى اشتباكات دامية، تخللتها "تجاوزات خطيرة وانتهاكات بحق المدنيين"، على حد تعبيره.


وأشادت دمشق بـ"جهود الوساطة الأميركية والعربية والتركية" التي ساهمت في وقف إطلاق النار، فيما أعلن عن اتفاق بـ14 بندًا بين الدولة وشيوخ دروز، يتضمن تشكيل لجنة مشتركة لمراقبة التنفيذ.


مشاهد مروعة: المدينة تحولت إلى كابوس


ومع انسحاب القوات الحكومية، استيقظ سكان السويداء على مشاهد مأساوية: جثث مرمية في الشوارع، سيارات محترقة، ومحال منهوبة، وسط فوضى وخوف عارم.


الطبيبة هنادي عبيد وصفت المدينة وكأنها خرجت من كارثة طبيعية، وقالت: "رأيت سيارات مقلوبة ودبابات محترقة، وثلاث جثث إحداها لامرأة مسنة... الموت كان أقرب إليّ من أي وقت مضى".


وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى تجاوز 500 شخص، بينهم 83 مدنياً درزياً أعدموا ميدانياً، فيما أعلنت شبكة "السويداء 24" أن المستشفى المركزي في المدينة خرج عن الخدمة بعد اشتباكات عنيفة داخله، وتكدست فيه أكثر من 150 جثة وسط عجز كامل في الطواقم الطبية.


وانتشرت مقاطع مصورة لجثث مكدسة في المشرحة وجرحى في الممرات، في وقت انقطعت فيه المياه والكهرباء عن المدينة، وتوقفت أغلب الخدمات الأساسية.


نزوح وتهديدات بالانتقام


وبينما فرّت عائلات بدوية نحو درعا خشية أعمال انتقامية، قالت وضحة العواد (58 عامًا): "نحن في حرب منذ أربعة أيام، هربنا بأطفالنا ونأمل فقط أن نبقى أحياء".


دعوات للمراجعة والحوار الوطني


وفي خضم الأزمة، دعا بدران جيا كورد، مسؤول كردي بارز، الحكومة الانتقالية إلى مراجعة نهجها حيال مكونات الشعب السوري، محذرًا من أن استمرار الانتهاكات ضد الدروز وغيرهم يهدد وحدة سوريا ويعمق التشظي السياسي والاجتماعي.


وأضاف أن غياب الحوار الوطني واحترام الخصوصيات الثقافية والدينية يقوض أسس العيش المشترك، داعيًا إلى خطوات عاجلة لتفادي تفجر البلاد من الداخل.