في ظل تزايد الوعي الصحي العالمي، تتجه الأنظار مجددًا إلى الدهون المتحولة (Trans Fats)، والتي تعد من أخطر أنواع الدهون على الإطلاق، حيث أثبتت الدراسات علاقتها المباشرة بعدد من المشكلات الصحية المزمنة والخطيرة.
الدهون المتحولة هي نوع من الدهون غير المشبعة، يتم تصنيعها عبر تحويل الزيوت النباتية السائلة إلى دهون صلبة بإضافة الهيدروجين لجزيئاتها، فيما يُعرف علمياً باسم "الدهون المهدرجة". وتُعد أكثر ضررًا من الدهون المشبعة والدهون غير المشبعة الطبيعية.
أنواع الدهون المتحولة:
الدهون المتحولة الطبيعية: تنتج بكميات ضئيلة في أمعاء بعض الحيوانات، وتوجد في اللحوم ومنتجات الألبان، ولا تشكل خطرًا كبيرًا عند استهلاكها بكميات معتدلة.
الدهون المتحولة الصناعية (المهدرجة): تصنّعها الشركات لتحسين نكهة وثبات المنتجات الغذائية، لكن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) صنّفتها منذ عام 2013 كمواد غير معترف بها وآمنة للاستهلاك البشري.
أين توجد الدهون المتحولة؟
رغم حملات التوعية، لا تزال هذه الدهون تُستخدم في عدد من المنتجات الغذائية الشائعة، مثل:
الأطعمة المقلية والمطهوة بالسمن الصناعي
السمن النباتي
الكعك والبسكويت والفطائر الجاهزة
المقرمشات
كريمة القهوة غير اللبنية
البيتزا المجمدة
اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان (بنسبة طبيعية منخفضة)
أضرار الدهون المتحولة:
1. أمراض القلب والأوعية الدموية
تُسهم الدهون المتحولة في رفع الكوليسترول الضار (LDL)، وخفض الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يزيد من خطر تراكم الترسبات داخل الشرايين وحدوث النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
2. السمنة وزيادة الوزن
غالبًا ما توجد هذه الدهون في الوجبات السريعة والمخبوزات الصناعية، وتؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية زائدة، مما يُعزز السمنة ومضاعفاتها.
3. السكري من النوع الثاني
تشير دراسات إلى وجود ارتباط بين استهلاك الدهون المتحولة وزيادة خطر الإصابة بداء السكري بنسبة تصل إلى 40%، رغم أن بعض الدراسات الأخرى لم تُثبت ذلك بشكل قاطع، إلا أن السمنة المترتبة على هذه الدهون تُعد عاملاً مباشراً في زيادة احتمالية الإصابة بالسكري.
---
نصائح لتجنّب مخاطر الدهون المتحولة:
اقرأ الملصقات الغذائية جيدًا، وابحث عن عبارة "0 دهون متحولة" أو "خالية من الزيوت المهدرجة".
حافظ على ألا تتجاوز الدهون في نظامك الغذائي 30% من مجموع السعرات الحرارية اليومية.
ابتعد عن الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة قدر الإمكان، واستبدلها بالأطعمة الطبيعية الغنية بالدهون الصحية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، المكسرات، والأفوكادو.
الدهون المتحولة هي عدو خفي في أطباقنا اليومية، وعلى الرغم من كونها مكوّنًا شائعًا في الكثير من المنتجات، إلا أن تجنّبها قدر الإمكان هو خطوة كبيرة نحو حياة صحية خالية من الأمراض المزمنة.
