آخر تحديث :الإثنين-14 يوليو 2025-07:40م
عالم المرأة والأسرة

سمنة الأطفال.. أزمة صحية تهدد جيل المستقبل: هذه أسبابها ومضاعفاتها وكيفية الوقاية منها

الإثنين - 14 يوليو 2025 - 02:36 م بتوقيت عدن
سمنة الأطفال.. أزمة صحية تهدد جيل المستقبل: هذه أسبابها ومضاعفاتها وكيفية الوقاية منها
عدن الغد / متابعات

تُعد سمنة الأطفال من أبرز المشكلات الصحية التي تتزايد بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، لما تحمله من مضاعفات خطيرة قد تبدأ في الطفولة وتمتد إلى البلوغ. وتشير تقارير طبية إلى أن زيادة الوزن في مرحلة مبكرة من العمر ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، إضافة إلى تداعيات نفسية واجتماعية لا تقل خطورة.


وتتعدد أسباب السمنة عند الأطفال، أبرزها النظام الغذائي غير الصحي المعتمد على الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة والحلويات، إضافة إلى قلة النشاط البدني، والجلوس المطول أمام الشاشات، والضغوط النفسية، والعوامل الوراثية والاقتصادية، وحتى بعض الأدوية التي تؤثر على التمثيل الغذائي، مثل بريدنيزون والليثيوم وجابابنتين.


ويحذر الأطباء من مضاعفات قد تطال الأطفال الذين يعانون من السمنة، وتشمل أمراضًا مزمنة مثل الربو، وتوقف التنفس أثناء النوم، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع الكوليسترول، وهشاشة العظام، وبعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، والعزلة، وتدني احترام الذات، والتعرض للتنمر في المدرسة والمجتمع.


أما عن التشخيص، فيعتمد الأطباء على مؤشر كتلة الجسم المناسب لعمر الطفل، إلى جانب فحوصات أخرى مثل اختبارات الكوليسترول والسكري وتحاليل الدم التي تقيّم التغيرات الهرمونية أو الحالات المرضية المرتبطة بزيادة الوزن.


وفيما يخص العلاج، فإن الخطوة الأهم تكمن في التركيز على صحة الطفل النفسية والجسدية، وليس فقط على الوزن. ويشمل العلاج تغيير نمط الحياة بالكامل، ويبدأ من داخل الأسرة، من خلال اتباع الوالدين لسلوك غذائي ونشاط بدني صحي، حيث يتعلم الطفل بالتقليد.


وينصح الخبراء بتوفير أطعمة صحية في المنزل، مثل الحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة والوجبات الخفيفة المفيدة كالفواكه والزبادي، مع الامتناع عن استخدام الحلوى كمكافأة، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة التي يحبها.


كما تُعتبر العادات اليومية عاملاً مؤثرًا، إذ أظهرت دراسات من كلية هارفارد للصحة العامة أن تناول الطعام أمام الشاشات وزيادة وقت الجلوس على الأجهزة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة الوزن، إلى جانب أهمية حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم، لتجنّب اضطرابات الشهية المرتبطة بقلة النوم.


في النهاية، فإن دعم الطفل نفسيًا وتقبله كما هو، مع الإرشاد والتوجيه الصحي، يبقى مفتاح الحل. فالسمنة ليست مجرد رقم على الميزان، بل مؤشر على توازن معقد بين الصحة الجسدية والنفسية يجب التعامل معه بوعي واحتواء.