يعاني كثيرون من ألم خلف الأذن الذي قد يترافق مع صداع مزعج يمتد إلى مؤخرة الرأس أو الرقبة، ما يجعل من الصعب الاستمتاع بالأنشطة اليومية. ورغم أن البعض قد يربط هذا الألم بالصداع النصفي، إلا أن هناك أسباباً متعددة ومختلفة قد تكون وراء هذه الحالة.
الأسباب الشائعة لألم خلف الأذن:
1. ألم العصب القذالي (Occipital Neuralgia):
وهو من أكثر الأسباب شيوعاً، ويحدث بسبب التهاب أو تهيّج الأعصاب التي تمتد من أعلى الحبل الشوكي إلى فروة الرأس. يشعر المصابون وكأنهم يتلقون صدمة كهربائية في مؤخرة الرأس، أعلى الرقبة، أو خلف الأذنين.
2. التهاب الخُشاء (Mastoiditis):
وهو عدوى تصيب العظم الموجود خلف الأذن، وتشيع أكثر لدى الأطفال، وقد تسبب انتفاخاً خلف الأذن، إضافة إلى الصداع، الحمى، وفقدان السمع في بعض الحالات.
3. اضطراب المفصل الفكي الصدغي (TMJ Disorder):
يتسبب بآلام في الفك قد تمتد إلى خلف الأذن، ويُعزى إلى الضغط النفسي، طحن الأسنان، أو التهابات المفصل.
4. مشاكل الأسنان:
مثل وجود خراج أو سن محشور أو التهاب في اللثة، وهي مشكلات قد تسبب ألماً يمتد إلى خلف الأذن، خاصة مع صعوبة المضغ أو رائحة الفم الكريهة.
أبرز الأعراض المرافقة:
ألم حاد خلف الأذن أو الرقبة
صداع أو ضغط في مؤخرة الرأس
ألم مع حركة الرقبة أو الفك
حساسية تجاه الضوء
ألم خلف العينين أو في أحد جانبي الرأس
التشخيص:
يعتمد على السبب المحتمل، ويبدأ عادةً بالفحص الجسدي للرقبة والرأس، مع إمكانية إجراء حقنة تخدير تشخيصية في حالة الاشتباه بألم العصب القذالي. كما يمكن أن تشمل الفحوصات تحليل الدم، الرنين المغناطيسي، أو تحويل المريض إلى طبيب أسنان أو أذن وأنف وحنجرة.
طرق العلاج:
في المنزل:
الراحة، كمادات دافئة على الرقبة، تدليك خفيف، أدوية مسكنة مثل الإيبوبروفين، وتقليل التوتر أو طحن الأسنان.
دوائياً:
مضادات الاكتئاب، مرخيات العضلات، أو المضادات الحيوية في حالة وجود التهاب الخشاء.
جراحياً (في الحالات النادرة):
كتحفيز العصب القذالي كهربائياً، أو تخفيف الضغط عن الأوعية الدموية المحيطة بالأعصاب.
نصائح وقائية:
الحفاظ على وضعية الجلوس السليمة خاصة عند استخدام الهواتف أو الجلوس لفترات طويلة.
أخذ فترات راحة منتظمة لتغيير وضعية الرأس والرقبة.
تناول الطعام في أوقاته لتفادي الصداع الناتج عن الجوع أو التوتر.
ورغم أن ألم خلف الأذن لا يُعد عادة من الحالات المهددة للحياة، إلا أن تجاهله أو إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات، لذا يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض لتشخيص السبب بدقة والحصول على العلاج المناسب.