آخر تحديث :الأربعاء-09 يوليو 2025-08:13م
ملفات وتحقيقات

عدن الغد تستطلع معاناة أبناء ميفعة بشبوة من خطورة طريق الشاقة

الأربعاء - 09 يوليو 2025 - 02:54 م بتوقيت عدن
عدن الغد تستطلع معاناة أبناء ميفعة بشبوة من خطورة طريق الشاقة
(عدن الغد) خاص:

شاقة محيد بشبوة... طريق الموت


/جمال شنيتر


جاء تنفيذ وتعبيد طريق أمعين المكلاء استجابة لطلب الرئيس الجنوبي الأسبق سالم ربيع علي عند زيارته لبكين في عام 1970، حيث قدمت الصين الدعم المالي والتقني والفني لإنشاء هذه الطريق الاستراتيجية التي ربطت معظم محافظات الجنوب حينها.

كانت شاقة محيد (وادي/ مسيل) من ضمن المواقع التي حددها فريق الخبراء الصينيين لمرور الخط الاسفلتي، وهي تقع على بعد ستة كيلومتر ونصف كيلو من جول الريدة مركز مديرية ميفعة.

في السنوات القليلة الماضية ازدادت حركة السيارات في طريق شاقة محيد، مما أدى إلى زيادة الحوادث المرورية بشكل لافت، ففي إحصائية تقديرية بلغ عدد الوفيات في السنوات العشر الأخيرة نحو مائة شخص ناهيك عن مئات المصابين، وكان آخر هذه الحوادث مساء الأربعاء 19 يونيو الماضي عندما لقي جنديان من أفراد اللواء الخامس دفاع شبوة حتفهما، وأصيب ثلاثة آخرون.

من خلال نزولنا الميداني إلى طريق الموت كما يسميها البعض شاهدنا حركة السيارات تبدو طبيعية، حتى إنك تحس نشوة السائقين على محياهم وهم يقطعون السير في هذا المكان، ربما لإحساسهم بالشجاعة والبطولة، وهم يمرون في طريق خطرة كهذه خاصة بعد الضخ الإعلامي عن الطريق الذي ساد مؤخرا.


حلول آنية

الشخصية الاجتماعية الأستاذ سالم محمد الجريري يسكن بالقرب من طريق شاقة محيد، تحدث إلينا مؤكدا على أهمية معالجة مشكلة طريق الشاقة بعد ان تسببت به في وقوع عدد من الحوادث المرورية المؤسفة وما نتج عن ذلك من وفيات وإصابات وخسائر مادية في السيارات والمركبات.

يدعو الجريري إلى أهمية العمل بحلول آنية سريعة يمكن البدء بها لحل المشكلة مثل اللوحات الإرشادية والإشارات الضوئية، ويستدرك بالتأكيد على حل جذري للمشكلة من خلال تعديل الطريق وتجاوز المنعطف بطريق مستقيم.

ويختم "هناك مسؤولية أخلاقية على الدولة ينبغي القيام بها بحل المشكلة نهائيا، ويحتاج ذلك إلى مصداقية وجدية من قبل المسؤولين في السلطة المحلية والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة".


مقبرة السيارات

ويتفق الشيخ حسين عبدالله العلوي أمام مسجد سوق جول الريدة مع ما قاله الأستاذ الجريري بالعمل على التخلص من منعطف طريق الشاقة كحل جذري للمشكلة التي تسببت بها هذه الطريق.

ويضيف العلوي "المنعطف خطير، ونسميه مقبرة السيارات، فقد فقدت المنطقة كثير ممن يسلكونه أرواحهم وممتلكاتهم، وقد أخبرنا السلطة المحلية بخطورة هذا المنعطف وضرورة إصلاحه، ولكن للأسف التفاعل يكون وقت وقوع الحوادث، ثم يهمل الأمر، ولا يوجد التفاعل من قبل أهل الاختصاص والمسؤولية".


شاهد عيان

الأخ علي يسلم السليماني قضى سنوات طويلة مديرا للمرور في مديرية ميفعة (شرطة السير حاليا) يلفت إلى أن المشكلة ليست بالجديدة، إذ تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي عند إنشاء الخط الاسفلتي أمعين - المكلا بدعم من قبل جمهورية الصين، موضحا أن المشكلة حينها لم تكن بالمستوى الذي عليه اليوم؛ نظرا لقلة السيارات والمركبات والبشر في تلك الفترة.

ويضيف "في السنوات القليلة الماضية ازدادت الحوادث في هذه الطريق، وقد كنا شهوداً على كثير من تلك الحوادث، أما في هذه السنة وخلال النصف الأول منها بلغت الحوادث المرورية أكثر من 15 حادثا أسفر عن نحو 10 وفيات وعشرات المصابين، إضافة إلى خسائر مادية في السيارات والمركبات".

ويعزو السليماني هذه الحوادث بالإضافة إلى خطورة الطريق، إلى السرعة الجنونية من قبل السائقين، خاصة وأن أكثرهم غرباء يجهلون الطريق وبالذات في الليل، ويخلص في حديثه إلى ضرورة حل المشكلة نهائيا من خلال اعتماد مشروع من قبل الجهات الحكومية لتعديل الطريق.


جوانب علمية وهندسية

من جانبه عبر المهندس عزالدين محمد العوادي عن تقديره لكل الآراء والمقترحات التي أبداها أبناء ميفعة بشأن حل مشكلة طريق الشاقة، بيد أنه استدرك بالقول "هنالك جوانب علمية هندسية تتم دراستها بالتفصيل لموضوع تصميم الطريق، يجب أن تراعى فيها نسب الميول والانحدار وزاوية الرؤية والقطع والردم والمناسيب ومراعاة جوانب التيارات المائية في المكان وكثير من الأشياء والتفاصيل الأخرى"، مضيفا بأنه من الممكن القبول بوضع إشارات إرشادية، أما وضع مطبات فلا يصلح".


السلطة المحلية

تتفق قيادة السلطة المحلية بمديرية ميفعة مع وجهة نظر المواطنين في ضرورة معالجة مشكلة طريق شاقة محيد، وبهذا الصدد أوضح مدير عام المديرية الشيخ محمد بافقير بأن سلطة المديرية سبق أن تواصلت مع الجهات ذات العلاقة بالمحافظة بشأن موضوع الطريق، مؤكدا استمرار السلطة المحلية بالمديرية في جهودها في متابعة قيادة المحافظة وصندوق الطرق والجسور لوضع الحلول المناسبة لتجاوز مشكلة الطريق.