أثار قرار شركة "جو جرين باور"، المشغّلة لمشروع الكهرباء في مدينة المخا غرب محافظة تعز، موجة استياء شعبي بعد شروعها في تحصيل رسوم الاشتراكات من الفئات التجارية بالريال السعودي أو ما يعادله من العملات الأجنبية، بدلاً من العملة المحلية.
وبرّرت الشركة هذا الإجراء، في بيان نُشر عبر صفحتها على "فيسبوك"، بالانهيار المتواصل في سعر صرف الريال اليمني، مشيرة إلى أن كافة مدخلات التشغيل، من وقود وصيانة وقطع غيار، يتم استيرادها بالعملة الصعبة، مما يجعل العائدات بالريال غير كافية لتغطية النفقات التشغيلية.
وأوضحت الشركة أن هذا القرار يستهدف فقط المشتركين من الفئات التجارية، فيما تظل تعرفة الاستهلاك المنزلي تُحسب بالريال اليمني دون أي تعديل على الشرائح الدنيا.
لكن هذه الخطوة قوبلت برفض واسع من سكان المدينة، الذين رأوا فيها انحرافاً عن الهدف الخدمي للمشروع وتحولاً تدريجياً إلى نشاط ربحي، لا يراعي الظروف الاقتصادية القاسية التي تعصف بالأهالي، خصوصًا في ظل تدني الأجور وتأخر صرف الرواتب.
القرار يعكس أزمة أعمق مرتبطة بانهيار الاقتصاد الوطني وتداعياته على الخدمات الأساسية، وسط غياب معالجات حكومية تضمن الحد الأدنى من الاستقرار للمواطنين في المناطق المحررة.