آخر تحديث :الثلاثاء-08 يوليو 2025-05:50م
أخبار وتقارير

شركات كبرى تغادر الخليج بهدوء.. القاهرة وبنغالور وكازابلانكا عواصم التشغيل الجديدة في تحول اقتصادي صامت

الثلاثاء - 08 يوليو 2025 - 11:34 ص بتوقيت عدن
شركات كبرى تغادر الخليج بهدوء.. القاهرة وبنغالور وكازابلانكا عواصم التشغيل الجديدة في تحول اقتصادي صامت
متابعات

في تحول استراتيجي يعيد رسم خارطة التشغيل في الشرق الأوسط وآسيا، بدأت كبرى الشركات العالمية والخليجية بنقل مراكزها التشغيلية إلى دول مثل مصر، المغرب، والهند، في خطوة وصفها خبراء اقتصاديون بأنها "زلزال صامت" يعيد صياغة قواعد العمل والإدارة في المنطقة.


أسماء بارزة في عالم الأعمال مثل "إعمار"، و"الفطيم"، و"برايس ووترهاوس كوبرز"، و"يونيليفر"، اتخذت قرارات بنقل مراكز الخدمات المشتركة، وإدارات الموارد البشرية، وتحليل البيانات، والدعم الفني إلى هذه الدول، مدفوعة بعامل الكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة التي تصل إلى 60% مقارنة بتكاليف التشغيل في العواصم الخليجية.


الخليج يخسر السباق بسبب الكلفة


ارتفاع تكاليف المعيشة، ورسوم تأشيرات العمل، والإيجارات المفروشة التي تستنزف أكثر من 60% من دخل الموظف في دول الخليج، دفعت الشركات إلى إعادة النظر في نماذجها التشغيلية، والبحث عن بيئات أكثر كفاءة وربحية.


مدن بديلة تتقدم بخطى ثابتة


في المقابل، برزت دول مثل مصر، المغرب، والهند كمحطات جذابة لما تتمتع به من بنية تحتية رقمية متطورة، وكفاءات شابة تتقن اللغات الأجنبية، إلى جانب بيئة تشغيل منخفضة التكلفة.

في هذا السياق، نقلت شركة "يونيليفر" إدارة رواتب موظفيها في أوروبا إلى مركزها الجديد بالقاهرة، بينما قامت شركات عقارية واستشارية كبرى بتوسيع تواجدها في الهند والمغرب. وتشير التقديرات إلى أن الهند ستستضيف أكثر من 2400 مركز كفاءة عالمي بحلول عام 2030.


رواتب منخفضة تعيد هندسة التشغيل


المهام التي يجري نقلها تشمل المحاسبة، والرواتب، وخدمة العملاء، والدعم التقني، وتحليل البيانات، والمشتريات وسلاسل الإمداد.

وفي حين يتقاضى الموظف في الخليج ما بين 2200 إلى 3300 دولار شهرياً، فإن نفس الوظيفة تُشغل في مصر بمتوسط راتب يتراوح بين 400 إلى 600 دولار، ما يمنح الشركات مرونة مالية أكبر ويعزز من قدرتها التنافسية.


تحول بنيوي لا مؤقت


يرى محللون أن هذا التوجه ليس مجرد استجابة مؤقتة لأوضاع اقتصادية ضاغطة، بل يمثل تحولاً استراتيجياً طويل الأمد في أنماط التشغيل وتوزيع مراكز القرار.


فالدول المستقبلة تجني فوائد كبيرة تشمل توفير وظائف جديدة، ونقل المعرفة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، بينما تحصد الشركات نتائج تشغيلية أكثر مرونة وربحية.


وفي وقت تتراجع فيه هيمنة العواصم الخليجية على مراكز القرار، تصعد مدن مثل القاهرة، كازابلانكا، وبنغالور لتصبح مراكز ديناميكية حيث تتقاطع الكفاءة مع الاقتصاد وتُصنع فيها خرائط التشغيل الجديدة.