تخوض شركة أبل محادثات في مرحلة مبكرة حول استخدام ذكاء "Gemini" الاصطناعي من "غوغل" لتشغيل نسخة مُحسّنة من مساعدها الصوتي "سيري"، مما يُمثل خطوةً رئيسيةً محتملةً نحو الاستعانة بمصادر خارجية لمزيدٍ من تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى "أبل".
وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن "أبل" تواصلت مؤخرًا مع "غوغل"، التابعة لشركة ألفابت، لاستكشاف إمكانية بناء نموذج ذكاء اصطناعي مُخصّص ليكون الأساس للنسخة الجديدة من "سيري" المنتظرة العام المقبل، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business".
وأضاف الأشخاص أن "غوغل" بدأت تدريب نموذج يُمكن تشغيله على خوادم "أبل".
ويُعدّ هذا العمل جزءًا من جهود "أبل" لمحاولة اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو مجالٌ تأخرت الشركة في دخوله ثمّ عانت من أجل اكتساب زخم.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، استكشفت "أبل" أيضًا شراكاتٍ مع شركات "OpenAI" و"أنثروبيك"، مُقيّمةً ما إذا كان "شات جي بي تي" أو "كلود" يمكن أن يشكلا العقل الجديد لسيري المُحدث.
ولا تزال "أبل" على بُعد أسابيعٍ عديدة من اتخاذ قرارٍ بشأن الاستمرار في استخدام نماذجها الخاصة لدعم نسخة سيري المُحدثة أو الانتقال إلى شريكٍ خارجي. ولم تُحدّد بعدُ من سيكون هذا الشريك.
يأتي هذا التحول المحتمل في أعقاب تأخيرات لمدة عام في تحديث لسيري طال الترويج له، سيجعل المساعد الصوتي ينفذ الأوامر من خلال الوصول إلى البيانات الشخصية ويتيح للمستخدمين التحكم بالكامل في أجهزتهم عبر الصوت.
ولطالما كان "سيري" أقل كفاءة من "أليكسا" و"مساعد غوغل" في التعامل مع الطلبات المعقدة متعددة الخطوات وفي التكامل مع التطبيقات الخارجية.
وكان من المقرر إصدار تحديث سيري الربيع الماضي، ولكن تم تأجيله لمدة عام بسبب بعض النكسات الهندسية.
ودفع هذا الفشل "أبل" إلى إجراء تغييرات إدارية في قسم الذكاء الاصطناعي، والتفكير في الاستعانة بمصادر خارجية كمسار محتمل للمضي قدمًا.
وصُمم تحديث "سيري" في الأصل بالاعتماد على تقنية طورها فريق "Apple FoundationModels". وطور هذا الفريق أيضًا النماذج اللغوية الكبيرة التي تعمل مباشرة على الأجهزة، والتي تدعم ميزات الذكاء الاصطناعي "Apple Intelligence" من "أبل"، مثل تلخيص النصوص وإنشاء رموز إيموجي مخصصة.