تقرير / رائد الغزالي
في ظل تزايد المعاناة، وواقع خدمي يزداد صعوبة يومًا بعد يوم، انطلقت في قرى العقلة والحيد بمديرية ردفان في محافظة لحج، مبادرة أهلية تجسد أسمى معاني التعاون والتكاتف، بهدف إصلاح طريق حيوي يُعتبر شريان حياة لسكان قرى حيد ردفان.
حيث تأتي هذه المبادرة استجابة لاحتياجات الأهالي، بعد سنوات من الإهمال والمعاناة اليومية نتيجة تدهور الطريق، مما أثر سلبًا على تنقلهم ووصولهم إلى الخدمات الأساسية، وأثر على أوضاعهم المعيشية والصحية.
في رسالة إنسانية عاجلة، يوجه من خلالها أبناء المنطقة نداءً إلى جميع الجهات المعنية، من مسؤولين وقيادات عسكرية وأمنية، وكذلك إلى الداعمين والخيرين في الداخل والخارج، مفادها أن هذا الطريق لم يعد يحتمل المزيد من التجاهل، وأن صبر الناس قد نفد، لكن أملهم لا يزال موجودًا رغم ما يعانونه من فقر وظروف معيشية صعبة، في إطار وضع عام يعاني منه الشعب البسيط.
فكرة المبادرة وهدفها
حيث تحدث الشيخ عبدالحافظ أحمد فريد، صاحب فكرة المبادرة، مشيرًا إلى أن انطلاقتها جاءت استجابة لمعاناة حقيقية يعيشها الأهالي في قرى الحيد، هذه المنطقة الريفية ذات التاريخ العريق، والتي ارتبط اسمها بتاريخ ردفان النضالي والثوري.
وأوضح أن الهدف من المبادرة يتمثل في وضع حد لمعاناة السكان، ومؤكدًا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من الجميع تحمّل مسؤولياتهم، كلٌّ من موقعه.
وأضاف أن المبادرة تسعى إلى لفت الأنظار إلى معاناة يومية يعيشها المواطنون في قرى حيد ردفان، بعيدًا عن الأضواء، وإلى توجيه دعوة صادقة للجميع لتحمّل مسؤولياتهم تجاه هؤلاء المواطنين، الذين لا يطالبون بالمستحيل، بل يطلبون حقًّا بسيطًا في طريق آمن يربطهم بالحياة.
تفاعل الأهالي وانطلاق أعمال المشروع
وأوضح الشيخ عبدالحافظ أحمد فريد أن مشروع المبادرة انتقل من طور الفكرة والطموح إلى واقع ملموس على الأرض، بفضل تفاعل الأهالي وتجاوبهم الكبير، حيث ساهموا ماليًا من خلال حملة تبرعات شعبية رغم الظروف الصعبة، كان لها الدور الأساسي في انطلاقة المشروع، التي نرجو من الله أن تكلل بالنجاح الكامل.
وأشار إلى أن الطريق الجاري شقها يبلغ طولها نحو 1200 متر، وتهدف إلى ربط قرية العقلة بقرى حيد ردفان، وصولًا إلى مركز المديرية، الأمر الذي سيسهم في اختصار المسافة مقارنة بأي طريق أخرى.
وبيّن أنه قد تم جمع تبرعات مالية وصلت تقريباً إلى عشرة ملايين ريال يمني، ومازالت الحملة مستمرة. وكان من المخطط في البداية أن يتم شق الطريق يدويًا بواسطة العمال، لكن تقرر استغلال المبلغ المتوفر للاستعانة بـ جرافة (Bulldozer) لإنجاز جزء أكبر من العمل في وقت أقصر.
وحتى الآن، تم شق حوالي 400 متر من الطريق، وذلك وفقًا لدراسة هندسية أُعدّت مسبقًا خصيصًا لهذا المشروع الحيوي، الذي يُعد خطوة مهمة نحو التخفيف من معاناة الأهالي في هذه المناطق الجبلية.
تفاعل رسمي وتطلعات لمزيد من التفاعل
وأكد الشيخ عبدالحافظ أحمد فريد أن تفاعل الجهات الرسمية في المديرية مع المبادرة كان مشجّعًا وإيجابيًا، مشيدًا بالدور الذي قامت به قيادة السلطة المحلية والمجلس المحلي في المديرية، وفي مقدمتهم مدير عام المديرية ورئيس المجلس المحلي الشيخ فضل عبدالله أحمد القطيبي، الذي قدّم دعمًا ماليًا ساهم في دفع عجلة المشروع إلى الأمام.
وأشار عبدالحافظ إلى أن هذا الدعم يعكس روح التعاون والمسؤولية تجاه قضايا المواطنين، معربًا عن أمله في أن تحذو باقي الجهات حذوه، سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية، على مستوى المديرية أو المحافظة، بل وعلى مستوى الدولة عمومًا.
كما دعا جميع المهتمين بالعمل الخيري والإنساني إلى تقديم ما يمكن من دعم ومساندة، حتى يتسنى مواصلة تنفيذ هذا المشروع الحيوي، الذي أصبح حلمًا مشتركًا لأهالي المنطقة بمختلف شرائحهم: رجالًا ونساءً وأطفالًا، وذلك بدءًا من استكمال شق الطريق، وصولًا إلى تنفيذ الخطوات التالية متى ما توفرت الإمكانيات اللازمة.