عبّرت ناشطات في حركة "ثورة النسوان" المستقلة بمدينة عدن عن استيائهن الشديد مما وصفنه بـ"الطابع الشكلي والاستعراضي" لزيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد هانس غروندبرغ، مؤكدات أن مكتبه رفض عقد لقاء مباشر مع ممثلات الحركة رغم تقديم طلب رسمي مسبق، في خطوة وصفنها بأنها "إقصاء ممنهج لصوت المرأة اليمنية المتضررة من الحرب".
وفي رسالة احتجاج سلمتها الحركة إلى جهات محلية وإعلامية، اتهمت الناشطات مكتب المبعوث الأممي بالتغاضي المتعمد عن أصوات النساء اللواتي يقُدن حراكًا شعبيًا سلميًا في عدن، مشيرات إلى أن الزيارة اقتصرت على لقاءات مغلقة مع جهات رسمية وسياسية، دون تمثيل فعلي للمجتمع المدني، خصوصًا النساء الناشطات في ميادين النضال الحقوقي والمعيشي.
وقالت الناشطات في نص الرسالة:
"نحن من واجهنا الحرب وعشنا تبعاتها. لسنا مجرد أرقام أو ظلال خلف طاولات التفاوض. نرفض أن يتم التحدث باسمنا من قبل أطراف تستثمر في معاناتنا دون تفويض."
وأكدت الحركة أن تجاهل طلب اللقاء يُعد انحيازًا غير مبرر لصالح الأطراف المتسببة في الأزمة، ويعكس خللًا في آلية عمل الأمم المتحدة، التي يُفترض بها أن تكون منصة شاملة لا حكرًا على النخب السياسية. واعتبرت الناشطات أن "تجاهل صوت النساء لا يُعزز فرص السلام، بل يُكرّس التمييز، ويشرعن الإقصاء".
وأضافت الحركة أن مكتب المبعوث، الذي يُفترض أن يتسم بالحياد والإنصاف، تعمّد تهميش الأصوات النسائية التي تمثّل جوهر الحراك المدني في عدن منذ شهور، وهو نهج تكرر – حسب وصفهن – في زيارات دولية عديدة تتبع البروتوكولات، دون أن تمسّ الواقع الحقيقي للناس.
الجدير بالذكر أن "ثورة النسوان" تُعد من أبرز المبادرات النسوية المستقلة في عدن خلال الشهور الأخيرة، حيث نظّمت سلسلة من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، ووقف التدهور الاقتصادي، وضمان مشاركة عادلة وفاعلة للنساء في أي عملية سياسية مستقبلية.
