لا ينكر أحد أثر المدرسة العراقية الشعرية وأعلامها في المشهد الشعري المعاصر وفضلها، وكذلك النقدي الأكاديمي؛ ومن حسن حظي أني كنت في مرحلة ما تلميذا لدى بعض أعلامها الكبار منهم الراحل البرفسور هادي الحمداني، والجادر، وهادي نهر، واللساني المحقق العلامة طارق الجنابي، وناجي هلال وغيرهم، ممن قدموا الى اليمن وقدموا الكثير، فهذا عراق الأمجاد وقد كان المشهد الشعري العراقي، عبر العصور، ذا تأثير عميق ومتواصل على المشهد الشعري العربي ككل، سواء في العصور القديمة أو الحديثة. يرجع هذا التأثير إلى عدة عوامل، منها المكانة الثقافية والتاريخية للعراق، وظهور عدد كبير من الشعراء المبدعين الذين أسهموا في تطوير أساليب وقضايا الشعر.
يُعدّ الشاعر العراقي خالد الباشق واحدًا من الأصوات الشعرية المميزة في المشهد الثقافي العراقي والعربي المعاصر. تتميز تجربته الشعرية بعمقها وتنوعها، وتلامس قضايا إنسانية ووطنية واجتماعية برؤية فنية فريدة.
أبرز ملامح التجربة الشعرية لخالد الباشق:
الهمّ الوطني والإنساني: تتجلى في شعر الباشق قضايا الوطن العراقي بكل آلامه وآماله. فهو يعبر عن معاناة شعبه، عن الحرب، فقد عاش كل ما مر به العراق من حروب في الثمانينات مع إيران والتسعينات في حرب الخليج والحصار المفروض على العراق وفترة داعش والقاعدة والمليشيات المسلحة وفقد من اهله واطفاله فجاءت اشعاره مشبعة بالفقد، وعن البحث عن بصيص أمل. كما تتسع رؤيته لتشمل الهم الإنساني العام، فنجده يتناول مواضيع كالحب، الموت، الوجود، والفناء بروح فلسفية عميقة.
الرؤية الواقعية المتشابكة مع الرمزية: يمزج الباشق في شعره بين الواقعية التي تستقي صورها من تفاصيل الحياة اليومية والواقع العراقي المليء بالتحولات، وبين الرمزية التي تمنح نصوصه أبعادًا أعمق ودلالات متعددة. فهو لا يكتفي بوصف الواقع، بل يحاول فهمه وتفكيكه من خلال لغة شعرية مكثفة.
اللغة الشعرية المكثفة والصور المبتكرة: يمتلك الباشق قدرة لافتة على تطويع اللغة لخلق صور شعرية جديدة وغير مألوفة. تتميز لغته بالإيجاز والقوة، حيث يختار كلماته بعناية فائقة لتصل إلى المتلقي بأقصى تأثير. وتتسم صوره بالبعد الحسي تارة، وبالبعد الفكري والفلسفي تارة أخرى.
التأثر بالتراث العربي والمحلي: يستلهم الباشق من التراث الشعري العربي الغني، وخاصة الشعر الصوفي الذي يمنح نصوصه بعدًا روحيًا، والشعر الجاهلي في جزالة الألفاظ وقوة المعاني. كما يتأثر بالبيئة العراقية ومفرداتها، مما يضفي على شعره طابعًا أصيلًا.
باختصار، يقدم خالد الباشق تجربة شعرية ثرية وعميقة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتلامس وجدان المتلقي بصدقها وقوتها الفنية. شعره مرآة للواقع العراقي والإنساني، ولكنه أيضًا نافذة على الروح والجمال.
السيرة الذاتية
الاسم / خالد عبد الرحمن حسين محمود الجبوري
الاسم الادبي / ( خالد الباشق)
- تولد 17/4/ 1979 العراق - الانبار – الفلوجة
بلد الاقامة الحالي.. تونس .القيروان….
حاصل على شهادة البكلوريوس / إدارة الاعمال 2012
- عضو الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق
ـ عضو اتحاد كتّاب العرب
- عضو اتحاد الصحفيين العراقيين
- نائب رئيس تحرير مجلة المرايا للشعر والادب الورقية – تصدر في العراق كل شهر
ـ مدير تحرير جريدة وسام للثقافة والفنون العراقية الورقية
ـ عضو هئية تحرير مجلة المرأة والثقافة الورقية
ـ شارك في مهرجان المربد للعام 2024
وله مشاركات محلية ودولية في العراق ومصر وتونس
النتاج الادبي
1- إنتحار القوافي / 2015
2- صرخة الاشواق/ 2016
3- عهود السمر / 2017
4- إمارة النسرين /2018
5- شدو الحروف / 2019
6- العروض المبسط / 2019 ( كتاب عن العروض )
7- كلانا ولا أحد 2020
8- بين الحاء والنون / 2021
9ـ أشواق متمرّدة 2023
10ـ رحلة حفنة التراب… ( رواية ) 2025
