آخر تحديث :الجمعة-20 يونيو 2025-05:21م
مجتمع مدني

صورة من الزمن الجميل.. عندما كانت "مقايل القات" مساحة للأنس وتبادل الأحاديث بعيدًا عن صخب الهواتف

الجمعة - 20 يونيو 2025 - 01:12 م بتوقيت عدن
صورة من الزمن الجميل.. عندما كانت "مقايل القات" مساحة للأنس وتبادل الأحاديث بعيدًا عن صخب الهواتف
عدن ((عدن الغد)) خاص:

قبل أن يغزو الهاتف الذكي حياتنا، وقبل أن تستحوذ منصات التواصل على كل دقيقة من وقتنا، كانت جلسات القات في اليمن تحمل نكهة مختلفة... نكهة الزمن الجميل.


في الصورة التي تعود لثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي، يبدو خمسة أصدقاء يمنيين متحلّقين في جلسة قات بسيطة، جمعتهم المحبة والسمر، تحت ظل جدار خشبي، وعلى أرضية ترابية لا تعرف الزيف ولا التصنّع.


راديو صغير في المنتصف يبث أغاني الزمن الطربي، قنينة بيبسي زجاجية، وسُفرة بسيطة عليها بعض الزاد، والأهم: وجوهٌ مطمئنة، وحوارات صادقة، وضحكات خارجة من القلب.


لم يكن أحدهم مشغولًا بإشعارات "واتساب" أو منشورات "فيسبوك"، بل كانت عناوينهم الوحيدة هي: من حضر، ماذا استمعوا، ومن روى أجمل قصة.


هكذا كانت "مقايل القات" في عدن وصنعاء وتعز والحديدة… أماكن لاجتماع الأرواح قبل الأجساد، وحلقات حوار ثقافي، ومناقشات تبدأ بالفن وتنتهي بالسياسة وربما كرة القدم، وتُختم دائمًا بأغنية لمحمد مرشد ناجي أو كرامة مرسال.


ربما غابت تلك الجلسات عن تفاصيل حياتنا اليوم، لكنها ما زالت حيّة في ذاكرة من عاشوها…

ذاكرة نقيّة، لا تُخزَّن على ذاكرة الهاتف، بل في القلب.