آخر تحديث :الثلاثاء-17 يونيو 2025-08:51م
شكاوى الناس

تكديس القمامة بوادي دوفس .. كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية والبرية بأبين !

الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - 04:44 م بتوقيت عدن
تكديس القمامة بوادي دوفس .. كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية والبرية بأبين !
ابين (عدن الغد) عبدالرب راوح

رغم تصاعد الأصوت المطالبة بالتوقف عن تكديس القمامة ونفايات المدن في بطن وادي دوفس بمديرية خنفر، والتي كان أخرها مطالبة آمين عام جمعية صيادي ساحل أبين علي سالم العبيدي للجهات المعنية بالتوقف عن كب أطنان المخلفات والقمامة بالوادي محذراً من مخاطر جرفها إلى ساحل البحر عند تدفق السيول مما سيؤثر سلباً على الحياة البحرية، وكذا رئيس جمعية النحالين بمديرية خنفر "قيد التأسيس" عبده يسلم السالمي الذي أكد تأثر النحل بتلك المنطقة بفعل إنبعاثات حرق القمامة بشكل يومي في الوادي.


ولاتزال شاحنات صندوق النظافة مستمرة بعملها اليومي في جلب المخلفات الى الوادي رغم توجيهات المحافظ لإدارة الصندوق السابقة التي أصدرها "تبين شهري فبراير ومارس من العام الماضي" بالتوقف عن تجميع النفايات بالوادي، وذلك عقب توالي مذكرات الهيئة العامة للبيئة ومكتبها في المحافظة الموجهة للسلطة المحلية وأدارة الصندوق السابقة التي لم تلتزم بتنفيذ توجيهات المحافظ، وعاودت الشاحنات بعد مدة قصيرة القاء حمولتها في بطن وادي "دوفس"!


فعلى مقربة من الشريط الساحلي بين مصب الوادي والخط الدولي _ وفي ظل عدم إتخاذ أجراءات سليمة وآمنة لتخلص منها _ تتكدس أطنان النفايات الصلبة الغير عضوية كالمواد البلاستيكية التي يتم جمعها من الأسواق ومنازل المواطنين إلى جانب النفايات العضوية الرخوة كمخلافات مدينة زنجبار (مطاعم وسوق السمك ومحلات الجزارة المختلفة) والحيونات النافقة بما فيها عشرات من الكلاب المسعورة التي يتم إعدامها خلال الحملات باحياء المدن والقرى والقاءها ببطن الوادي، والأنبعاثات الناتحة عن عملية حرقها التي تختنق بها أنفاس المسافرين المارين بالطريق الدولي المحاذي للمقلب بالإضافة إلى تشويه المنظر الجمالي في الوادي الذي لاتفصله سوى كيلو مترات قليلة عن أولى مدن محافظة أبين، ماينذر بحدوث عواقب وخيمة حسب تقديرات الترصد الوبائي.


وفي ظل إستمرار أستخدام المقلب بمساحة ضيقة بالقرب من الساحل "لا يبعد سوى 200 متر من مصب وادي دوفس بساحل بحر العرب"، حسب ما أكده مكتب حماية البيئة بالمحافظة في مذكرته التي وجهها إلى المحافظ ومدير الصندوق السابق منصور وادي، ولايزال المختصين بمكتب حماية البيئة يؤكدون بأن عملية تكديس القمامة والمخلفات بالوادي تنذر بحدوث كارثة بيئية ستهدد الحياة البرية والبحرية في المنطقة راجين من إدارة الصندوق الجديدة تنفيذ مذكرة المحافظ والإنتقال إلى مكب القمامة الرسمي الواقع على بعد 7 كيلو متر شرقي مدينة زنجبار الذي تم شراءه وتسوير أجزاء منه من قبل صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة قبل أكثر من 12 عاماً.


من جانبه عبر مدير عام مكتب حماية البيئة بأبين م. ناصر الصاعدي عن تفائله بحل المشكلة، بالتعاون مع السلطات المحلية بالمحافظة ومدير عام صندوق النظافة والتحسين الأخ مروان باقس، الذي حقق منذ تعيينه قبل عدة أشهر الكثير من الإنجازات، متطلعين بأن يكون إقاف العمل بمقلب القمامة في وادي دوفس من بين تلك النجاحات التي حققها باقس لما لها من أهمية بالغة مرتبطة بالحفاظ على بيئة خالية من التلوث.


ختاماً .. صحيح أننا نحيا في بلد منهك بفعل ألأزمات، تاتي مشكلة النفايات وأهمية تصريف القمامة بالطرق الآمنة في ذيل إهتمام السلطات والمجتمع، لكن ذلك لايعفي السلطات المحلية والجهات المختصة بمحافظة أبين من القيام بواجبها تجاه هذه المعظلة قبل ان تتفاقم آثارها الكارثية..


كما ينبغي على الجميع أن يبذلوا في إطارها مزيداً من الجهود، أسوة بماحصل في العاصمة عدن والعديد من المحافظات المحررة الأخرى التي بادرت السلطات المحلية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني، بالإهتمام بعملية التخلص الآمن من النفايات مع الحرص على إختيار الأماكن المناسبة لها، ورفع الوعي البيئي حول المخاطر الكامنة في مقالب النفايات العشوائية، وكيفية إدارة هذا الملف بالطرق المثلى لتجنب بروز مخاطر وتفادي تأثيراتها المستقلية على البيئة وصحة المواطنين في المحافظة!