آخر تحديث :السبت-24 مايو 2025-06:35م
حوارات

حوار خاص مع الأستاذة هدى الكازمي: الإعلام لم يعد وسيلة نقل.. بل سلاح التغيير وصناعة الوعي

السبت - 24 مايو 2025 - 01:08 م بتوقيت عدن
حوار خاص مع الأستاذة هدى الكازمي: الإعلام لم يعد وسيلة نقل.. بل سلاح التغيير وصناعة الوعي
عدن((عدن الغد))خاص

إعداد: محمد وحيد المقطري


في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه الحقائق، تظل الكلمة الصادقة، والرؤية الواعية، والإعلام المسؤول، هي مفاتيح الوعي المجتمعي وبناء الأوطان. وفي حوار استثنائي مع واحدة من أبرز الأسماء النسائية في المشهد الإعلامي بعدن، نفتح مع الأستاذة هدى الكازمي، مدير عام مكتب الإعلام في العاصمة عدن، أبواب تجربتها الغنية، ومسارها الطويل، والتحديات والطموحات التي ترافق العمل الإعلامي الرسمي في ظرف استثنائي.


س1: بداية، عرفينا عن نفسك وسيرتك المهنية؟

ج1: أنا هدى الكازمي، إعلامية من العاصمة عدن، أشغل حالياً منصب مدير عام مكتب الإعلام بعدن، وأعمل أيضًا كمدرسة في كلية الإعلام بجامعة عدن، وعضو في الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي.

وُلدت عام 1988، وبدأت رحلتي في الإعلام منذ طفولتي عبر برامج الأطفال الإذاعية في إذاعة عدن. تخرجت من قسم الصحافة والإعلام (إذاعة وتلفزيون) عام 2011 بامتياز، وكنت الأولى على دفعتي.

عملت في قناة عدن الفضائية لخمس سنوات، وشغلت لاحقاً وظيفة معيدة بالجامعة. بعد الحرب، أكملت الماجستير بتقدير امتياز، وعدت للظهور عبر قناة عدن المستقلة.

وفي فبراير 2021 تم تعييني مديرًا عامًا لمكتب الإعلام بعدن بقرار من المحافظ أحمد حامد لملس، ضمن ثلاث تعيينات نسوية رائدة. أنا متزوجة، وأم لطفلين.


س2: ما طبيعة عملكم داخل مكتب الإعلام في العاصمة عدن؟

ج2: طبيعة العمل تتلخص في الإشراف على القطاع الإعلامي الرسمي، تنظيم الأداء الإعلامي بالمحافظة، تنشيط أدوات التواصل، ومتابعة المخرجات الإعلامية. منذ 2021 عملنا على إعادة تفعيل مكتب الإعلام وتنظيم هيكليته، رغم كل التحديات.


س3: هل لديكم آليات محددة للتواصل مع الصحفيين والإعلاميين؟

ج3: نعم، لدينا آلية تواصل وضعتها قيادة المكتب، تتضمن قاعدة بيانات بالإعلاميين، ومنصات تفاعلية، ولقاءات دورية تهدف لتقريب المسافة بين الصحفي والمعلومة الرسمية.


س4: كيف تقيسون نجاح استراتيجيتكم الإعلامية؟

ج4: نُقيم النجاح من خلال عوامل عدة: عدد الإعلاميين الذين نتواصل معهم بانتظام، سرعة استجابتهم، نوعية المخرجات، ومدى التأثير الذي تحققه الحملات الإعلامية التي ننفذها.


س5: كيف يتم رصد وتقييم ردود الأفعال على الحملات الإعلامية؟

ج5: لدينا طرق متعددة، منها: تحليل التغطيات الإعلامية، رصد السوشيال ميديا، إجراء استطلاعات رأي، وتحليل البيانات الرقمية. نقارن النتائج بأهداف الحملة، مما يمنحنا رؤية واقعية لمستوى القبول أو الرفض الجماهيري.


س6: ما أبرز التحديات التقنية التي تواجهكم؟

ج6: التحديات كثيرة، أبرزها:

• غياب البنية التحتية التقنية.

• نقص أجهزة التصوير الحديثة.

• ضعف الإنترنت.

• قلة الموظفين المؤهلين على البرامج الجديدة كـ Adobe Premiere وأنظمة البث المباشر.

• ضعف الوعي الرقمي لدى بعض الكوادر، ومقاومة البعض للتحديث.

نعمل حالياً على رقمنة الأرشيف، وإنشاء منصة رقمية متكاملة، ونطمح لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الأداء الإعلامي.


س7: هل لديكم خطط لتدريب وتطوير كوادر المكتب؟

ج7: بالتأكيد. لدينا خطة طموحة لتأهيل الفريق في مجال الإعلام الجديد، لكننا بحاجة إلى دعم وتمويل. نؤمن أن التدريب العملي هو السبيل الأمثل لرفع كفاءة الكوادر، لا سيما في ظل التغيرات السريعة بمجال الإعلام الرقمي.


س8: ما رسالتك للمجتمع من خلال موقعك كقيادية إعلامية؟

ج8: الإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح سلاحًا قويًا لبناء الفكر وحماية الوعي.

رسالتي أن نتحمل مسؤولية الكلمة، نكون صوت المواطن، نحارب الشائعات، وننقل الحقائق بصدق.

الإعلام اليوم هو جسر بين القيادة والمجتمع، وأداة تنموية لا تقل أهمية عن التعليم والصحة.

بكلمة واعية، وصورة مسؤولة، ومعلومة دقيقة، نبني وطناً ونحمي مجتمعاً من التيه.

من يمتلك الإعلام يمتلك القوة الأخطر: قوة التأثير والتغيير.


كلمة أخيرة؟

أشكر صحيفة عدن الغد على هذا الحوار، وأخص الزميل محمد وحيد المقطري على أسئلته الهادفة، التي تُظهر روح الحوار المهني والمسؤول، الذي يخدم الإعلام ويرتقي بمضمونه في زمنٍ تشتد فيه الحاجة للمصداقية والاحترافية.

وفقكم الله، ووفقنا جميعًا لما فيه خدمة هذا الوطن.