آخر تحديث :الأحد-24 أغسطس 2025-03:20ص
أخبار عدن

كارثة السيول تهدد حياة السكان بعدن وتكشف هشاشة البنية التحتية

الأحد - 24 أغسطس 2025 - 12:11 ص بتوقيت عدن
كارثة السيول تهدد حياة السكان بعدن وتكشف هشاشة البنية التحتية
(عدن الغد) خاص:

كتب/د. الخضر عبدالله :


تعرّضت مديريات العاصمة عدن مؤخراً لكارثة طبيعية جديدة تمثلت في سيول جارفة اجتاحت الأحياء السكنية والطرق الرئيسية، مخلّفة وراءها دماراً واسعاً وخسائر بشرية ومادية جسيمة، وسط مناشدات عاجلة للجهات المختصة بسرعة التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


الأضرار البشرية والمادية


وفقاً لشهادات الأهالي وتقارير أولية من السلطات المحلية، فقد أدت السيول إلى انهيار عدد من المنازل الشعبية المبنية بمواد هشة، كما جرفت سيارات وغطّت الشوارع بمياه موحلة وأكوام من الحجارة والأتربة. وأكدت مصادر طبية أن المستشفيات استقبلت عشرات المصابين، فيما لا يزال البحث جارياً عن مفقودين يُعتقد أن السيول جرفتهم بعيداً.


معاناة السكان


السكان يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة بعد أن تقطعت بهم السبل، حيث غمرت المياه منازلهم وتلفت أثاثهم ومؤنهم الغذائية. وقال أحد المتضررين: "لم نستطع إنقاذ شيء، خلال دقائق تحولت منازلنا إلى برك من الماء والطين". وأضاف آخر أن غياب شبكات تصريف مياه الأمطار فاقم من حجم الكارثة وجعل السيول تتحول إلى مجرى خطير داخل الأحياء.


انهيار البنية التحتية


السيول لم تقتصر على المنازل بل طالت الطرق الرئيسية والجسور الصغيرة، مما تسبب في شلل حركة النقل بين المديريات. كما انقطعت خدمة الكهرباء والمياه في بعض الأحياء نتيجة انهيار الأعمدة وانسداد الأنابيب، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين.


مناشدات عاجلة


في ظل هذه الظروف، ناشد الأهالي السلطات المحلية والحكومة التدخل العاجل لإغاثة المتضررين، وتوفير مأوى مؤقت للنازحين، وإعادة فتح الطرق المغلقة، إضافة إلى إصلاح شبكات الخدمات الأساسية. كما طالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة إعلان حالة الطوارئ، وتخصيص ميزانيات طارئة لمواجهة الكارثة.


تحذيرات خبراء البيئة


من جهتهم، حذر خبراء في شؤون البيئة من أن استمرار البناء العشوائي في مجاري السيول وعدم وجود دراسات تخطيط عمراني سيضاعف من حجم الكوارث مستقبلاً. وأكدوا على ضرورة إنشاء سدود وحواجز مائية وشبكات لتصريف مياه الأمطار للحد من المخاطر.


ختاماً


كارثة السيول الأخيرة كشفت هشاشة البنية التحتية وغياب خطط الطوارئ الفاعلة، لتبقى حياة آلاف الأسر مهددة مع كل هطول للأمطار. وما بين صرخات المواطنين ونداءات الاستغاثة، يبقى السؤال الأبرز: هل تتحرك الجهات المعنية لوضع حلول جذرية، أم سيبقى المشهد يتكرر مع كل موسم أمطار؟