شاركت الدكتورة رانيا خالد، رئيسة منصة المرأة المستقلة، كضيفة شرف في أعمال الملتقى العلمي الدولي الذي عُقد مؤخرًا بمشاركة نخبة أكاديمية من مختلف دول العالم، حيث ألقت كلمة محورية بعنوان: “المعركة الصامتة بين الإعاقة والهوية في جسد أنثوي”، مثّلت فيها صوت المرأة اليمنية، وصوت النساء ذوات الإعاقة في السياقات الهشة، وأضاءت خلالها على التحديات العميقة التي تواجه المرأة حين تتقاطع تجربتها مع الإعاقة.
وفي كلمتها المؤثرة، سلّطت الدكتورة رانيا الضوء على المعاناة المركّبة التي تعيشها المرأة ذات الإعاقة، مشيرة إلى أن الإعاقة ليست مجرد حالة جسدية بل تجربة وجودية تمزق العلاقة بين الذات والجسد، وبين المرأة والمجتمع، خاصةً في بيئات لا تعترف إلا بالنموذج الجسدي “الكامل” كمقياس للأنوثة والجدارة الإنسانية.
وانتقدت الدكتورة رانيا الصور النمطية التي تحاصر النساء ذوات الإعاقة، بين تمثيل يختزلهن في صورة الضحية أو البطلة الخارقة، مطالبة بإفساح المجال لهن كي يروين تجاربهن بأنفسهن، ويشاركن في إنتاج المعرفة وصياغة السياسات العامة، لا كمتلقيات للخدمة، بل كخبيرات فاعلات.
كما وجهت دعوة صريحة إلى المؤسسات الدولية والأكاديمية والحكومات والمنظمات الحقوقية، لتبني مقاربات تقاطعية تراعي النوع الاجتماعي والإعاقة والسياق السياسي، ودعم مبادرات التمكين الشامل للنساء ذوات الإعاقة، خصوصًا في البلدان التي تعاني من النزاعات كاليمن.
وأكدت الدكتورة رانيا أن القوة لا تُقاس بالسلطة، بل بالقدرة على الصمود والحضور وإعادة تعريف الذات رغم القيود، مضيفة: “من هذا المنبر، لا أطالب فقط بالتمثيل، بل بالمشاركة الكاملة والعادلة في صياغة القرار وصناعة المعنى”.
واختتمت كلمتها بدعوة إلى إعادة النظر في النماذج الخطابية والمناهج التعليمية والإعلامية، بحيث تتسع لاحتضان كل الأجساد وكل التجارب، قائلة: “إلى كل امرأة تشعر أن جسدها لا ينتمي إلى معايير المجتمع، تذكّري: جسدك هو سكنك، صوتك، وحقك في الحياة”.
وحظيت كلمة الدكتورة رانيا بتفاعل واسع من المشاركين، الذين أشادوا بجرأتها وعمق خطابها، وبكونها جسّدت صوتًا صادقًا للنساء ذوات الإعاقة في اليمن والمنطقة.
