أكد رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، الشيخ حمود سعيد المخلافي، الأربعاء، أن المقاومة الشعبية تُمثل الخيار الوطني الوحيد لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي وكل المشاريع التي تهدد وحدة اليمن ونظامه الجمهوري.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية، 22 مايو، وجّه فيها تحية إجلال إلى الشعب اليمني، مشيدًا بصموده ومقاومته، ومجدّدًا العهد على التمسك بالجمهورية والوحدة الوطنية.
وقال الشيخ المخلافي إن "الوحدة اليمنية لم تكن قرارًا نخبويًا، بل كانت نتاج عقيدة راسخة في وجدان اليمنيين كافة، وتتويجًا لتضحياتهم ونضالهم الطويل خلال العقود التي سبقت العام 1990".
وأضاف أن اليمن يواجه منذ عقد من الزمن تحديات جسيمة، جراء انقلاب المليشيا الحوثية على السلطة الشرعية والإجماع الوطني، مؤكدًا أن هذا الانقلاب جلب معه الحروب والخراب والفوضى، وهدّد الثوابت الوطنية وعلى رأسها النظام الجمهوري والوحدة.
وأشار إلى أن الانقلاب لا يزال، بعد أكثر من عشر سنوات، يمثل خطرًا حقيقيًا على الدولة، من خلال فرض الفوضى ومواصلة العنف وتدمير مقدرات الوطن، سعيًا للتمرد على إرادة الشعب ورفض السلام، عبر افتعال الحروب وتقويض القيم الوطنية المشتركة.
وشدد الشيخ المخلافي على أن مقاومة الانقلاب واجب وطني لا يُحتمل التأجيل، مشيرًا إلى أن غياب الحسم لا يعود إلى نقص في الرجال أو الموارد، بل إلى تعطيل الإمكانيات وانشغال بعض الأطراف بمشاريع عبثية وإملاءات ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.
وقال: "المقاومة أثبتت أنها الحصن المنيع، والعنوان الأبرز للتضحية، حين تصدّت للمليشيا الانقلابية في وقت غابت فيه الدولة، وخاضت معركة الوجود بأقل الإمكانيات أمام مليشيا استولت على ترسانة الدولة وأموالها".
وأكد أن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، الذي يتشرّف بحمل راية الدفاع عن الوطن، ماضٍ في أداء واجبه الوطني، إلى جانب الجيش والمقاومة وكل الأحرار، بروح لا تلين وإرادة لا تنكسر، حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
وبيّن أن المجلس يسير بثبات نحو حشد الطاقات الوطنية الصادقة، والعمل على توحيد الصفوف لتحرير الوطن واستعادة روح الشراكة الوطنية، وفق المرجعيات المتفق عليها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وفي ختام كلمته، أكد الشيخ المخلافي أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يأتي عبر التنازلات، بل عبر فرض إرادة الشعب، موضحًا أن التفريط لم يحقق السلام، بل أغرى المليشيا الانقلابية على التمادي والتوسع.
وقال: "إن استمرار التشرذم، وتأخر بناء جبهة وطنية صادقة ومستقلة، لا يمكن تعويضه بالشعارات، فالاصطفاف الجمهوري الحق، يعني الالتزام الصادق والتجرد من الأجندات، وتوجيه كل الجهود نحو معركة الخلاص واستعادة صنعاء، وترسيخ نظامنا الجمهوري الديمقراطي".