آخر تحديث :السبت-17 مايو 2025-03:45م
دولية وعالمية

الأبهة والفخامة وعبارات المديح.. أدوات دول الخليج لاستمالة ترامب

السبت - 17 مايو 2025 - 10:36 ص بتوقيت عدن
الأبهة والفخامة وعبارات المديح.. أدوات دول الخليج لاستمالة ترامب
عدن الغد: متابعات


في كل مرحلة من مراحل جولته التي استمرت أربعة أيام في الخليج واختتمت يوم الجمعة، استُقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمراسم مهيبة تخللتها عروض حراسة بمواكب الإبل والخيول العربية، وتقديم طائرة فاخرة كهدية، واستعراضات رقص شارك فيها مئات الرجال على دقات الطبول، والسيوف أمام قصور رخامية فخمة.


وبدت يوميات رحلته ومحطات جولته في السعودية وقطر والإمارات كما لو أنها أعدت خصيصا لمطور العقارات الذي تحول إلى رئيس والذي قد يستميله الإطراء، وينجذب للصفقات في تناوله لشؤون السياسة الخارجية، وتشده مظاهر الثراء الفاحش.


وإذا كانت هذه المظاهر صممت لكسب ود ترامب، فربما تكون قد حققت أهدافها المرجوة إلى حد كبير. فقد أعلنت دول الخليج عن استثمارات محتملة بتريليونات الدولارات في الولايات المتحدة في أثناء زيارته، لكنها حصلت أيضا في المقابل على الكثير.


ووافقت الولايات المتحدة يوم الخميس على شراكة مع الإمارات لبناء مجمع ضخم للذكاء الاصطناعي في الدولة الخليجية. وفي خطوة مفاجئة يوم الثلاثاء، وافق ترامب على إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حتى في الوقت الذي أوصى فيه بعض مستشاري ترامب بعدم التقارب مع سوريا التي كان رئيسها الجديد ينتمي من قبل لتنظيم القاعدة.


وقال الرئيس الأمريكي أمام حشد في مؤتمر للاستثمار في الرياض حيث أعلن القرار “أوه، ماذا عساي أن أفعل لولي العهد!”.


وقال محللون إن جولة ترامب في المنطقة قد تصبح نموذجا يُحتذى به في دول أخرى تبحث عن طريق إلى قلب الرئيس. وبدت المعاملة التي تلقاها ترامب طوال الأسبوع كأنها امتداد عالمي لما أصبح يحدث بانتظام في واشنطن، حيث يسارع أعضاء الحكومة إلى الإشادة بفطنة ترامب وبصيرته، وغالبا ما يمتدحون إنجازات الإدارة بصيغة أفعل التفضيل.


وقالت لورا بلومنفيلد، المحللة في شؤون الشرق الأوسط في كلية الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكنز في واشنطن عن قادة دول الخليج “لقد أحسنوا صنعا… كان تصميم التفاصيل مبهرا لجولة ترامب الملكية”.


رغم ذلك، غادر ترامب الشرق الأوسط دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تجديد المساعدات الإنسانية لغزة. وأثار ديمقراطيون وجماعات لمراقبة الحكم الرشيد مخاوف من تأثر عملية صنع القرار لدى ترامب بالأبهة الملكية، ومن احتمال استغلال جهوده الدبلوماسية في تعزيز العمليات التجارية الواسعة لعائلته في شبه الجزيرة العربية.


وقال بريت بروين، وهو مستشار سابق في السياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي باراك أوباما ورئيس شركة جلوبال سيتوسيشن روم الاستشارية “يبدو الأمر كأن بعض هؤلاء القادة تلاعبوا بترامب من خلال أبهة المراسم وفخامة (الاستقبال)”.


وأضاف “يثير كثير من هذا تساؤلات حول احتمالات حصول ترامب على مكاسب شخصية أو (مدى) عمله حقا على تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة”.


ودأبت إدارة ترامب على تأكيد التزامها بالشفافية وجميع قوانين الأخلاقيات لتجنب تضارب المصالح.


وقال تايلور روجرز، وهو متحدث باسم البيت الأبيض، “الدول في الشرق الأوسط تفعل كل شيء على الوجه الأمثل، ذلك لأن أمريكا عادت قوية مرة أخرى… فالزعماء الأجانب يعلمون أن الرئيس ترامب هو كبير صانعي الصفقات الذي أعاد لأمريكا هيبتها من خلال سياساته التي تحقق السلام من خلال القوة”.