آخر تحديث :الخميس-15 مايو 2025-09:29م
أخبار عدن

تحت شعار “ذاكرة الوطن في متناول الجميع”.. مركز عدن للدراسات التاريخية يدشّن الأرشيف الرقمي للصحف القديمة

الخميس - 15 مايو 2025 - 02:54 م بتوقيت عدن
تحت شعار “ذاكرة الوطن في متناول الجميع”.. مركز عدن للدراسات التاريخية يدشّن الأرشيف الرقمي للصحف القديمة
(عدن الغد) خاص:



دشّن مركز عدن للدراسات التاريخية صباح الخميس 15 مايو 2025، مشروع “الأرشيف الرقمي للصحف والمجلات القديمة ما قبل الاستقلال”، في فعالية احتضنها مقر المركز، وحضرها عدد من الأكاديميين والباحثين، يتقدمهم الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر نائب مدير مركز الدراسات ودعم القرار بالمجلس الانتقالي الجنوبي.


وفي مستهل الفعالية، ألقى الدكتور محمود السالمي، رئيس مركز عدن للدراسات التاريخية، كلمة ترحيبية أعرب فيها عن فخره بهذا الحدث الثقافي النوعي، مؤكدًا أن المشروع لا يُعد إنجازًا تقنيًا فحسب، بل جسرًا يربط الأجيال الحاضرة بالماضي الوطني، ويوفر أداة علمية حديثة لحفظ الذاكرة الصحفية للبلاد، ويحولها إلى أرشيف رقمي دائم يتيح للباحثين والقراء في الداخل والخارج الوصول إلى صفحات من تاريخ اليمن الاجتماعي والسياسي والثقافي.


وأشار السالمي إلى أن هذا المشروع جاء ثمرة تعاون مثمر بين المركز وعدة جهات، في مقدمتها دائرة الدراسات في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بالدكتور محمد جعفر، إضافة إلى إدارة متحف المكلا، وكوكبة من المؤرخين والتقنيين المتفانين في خدمة تاريخ الوطن.


ودعا السالمي الجامعات والمراكز البحثية وعموم المهتمين بتاريخ الصحافة إلى الاستفادة من هذا الأرشيف الرقمي الذي يفتح آفاقًا جديدة للدراسة الأكاديمية والبحث التاريخي، مؤكدًا تطلع المركز إلى توسيع المشروع ليشمل الوثائق والمخطوطات، باعتبار حفظ التراث مهمة وطنية وإنسانية.


من جهته، أشاد الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر، نائب مدير مركز الدراسات ودعم القرار، في كلمته، بدور مركز عدن للدراسات التاريخية، منوّهًا باهتمام رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي بهذا المشروع ودعمه المباشر له، ومؤكدًا أن إتاحة هذه الصحف القديمة إلكترونيًا يمثل خطوة استراتيجية لحماية الهوية الثقافية والتاريخية، التي وثقتها الصحافة العدنية والمكلّاوية في حقبة ما قبل الاستقلال.


وأضاف جعفر أن المشروع يُعد نموذجًا للتعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية، واعدًا بمواصلة الدعم والعمل المشترك لاستكمال هذا العمل التوثيقي الكبير.


وكان الدكتور علي صالح الخلاقي، مدير دائرة الإعلام في المركز، قد استعرض في تقديمه للفعالية أهمية المشروع باعتباره حصيلة ثلاث سنوات من العمل المضني، والجهود المتواصلة لحماية كنوز الصحافة القديمة من الضياع والتلف، وتوفيرها بصيغة رقمية مجانية عبر موقع المركز، لتكون في خدمة الباحثين والجمهور المهتم.


بدوره، قدّم الدكتور نادر سعد العمري، مدير دائرة التوثيق في المركز، عرضًا تقنيًا شاملاً لمراحل تنفيذ المشروع، بدءًا من تأمين التمويل من دائرة البحوث والدراسات في المجلس الانتقالي الجنوبي، مرورًا بعمليات التصوير والمعالجة الرقمية، وانتهاءً بإتاحة المواد على شبكة الإنترنت، مبينًا أن المشروع شمل تصوير 46 صحيفة، تضم 7612 عددًا صحفيًا، بلغ مجموع صفحاتها 46233 صفحة، جُمعت ضمن 71 مجلدًا، وقد تم تصنيفها وترقيمها وتوثيقها ضمن ملفات PDF، مع إضافة علامات مائية لحماية الحقوق الفكرية.


وأشاد العمري بجهود الفريق الفني والتقني وجميع الداعمين للمشروع، مشيرًا إلى استمرار العمل لاستكمال ما تبقى من الأعداد الناقصة والصحف المفقودة، ومبينًا خطوات الدخول إلى الأرشيف الرقمي عبر موقع المركز على الإنترنت، ابتداءً من اليوم.


حضر الفعالية عدد من الشخصيات الأكاديمية والثقافية، بينهم الدكتور محمد عبدالله بن هاوي باوزير، مدير دائرة المؤتمرات والندوات بالمركز، والدكتور محمد جرادة أبو رجب رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب، والدكتور عبدالحكيم باقيس، رئيس نادي السرد الأدبي، إلى جانب الأستاذ عبد العزيز بن بريك مدير المكتبة الوطنية، وعدد من الباحثين والمهتمين بتاريخ الصحافة اليمنية.


وبهذا المشروع، يضع مركز عدن للدراسات التاريخية لبنة جديدة في صرح الذاكرة الوطنية، مقدّمًا للأجيال الحاضرة والمقبلة مادة تاريخية أصيلة، توثق لحظات نادرة من حياة الوطن وناسه، وتعيد إحياء صفحات من تاريخ الصحافة اليمنية، التي لطالما كانت شاهدًا على نبض الشارع وتحولاته.