آخر تحديث :الأربعاء-25 يونيو 2025-02:47م
ملفات وتحقيقات

تقرير: الاحتفال باليوم الوطني لحضرموت.. هل سارت البلاد رسميا على خارطة الكانتونات الصغيرة؟

الإثنين - 12 ديسمبر 2022 - 06:33 ص بتوقيت عدن
تقرير: الاحتفال باليوم الوطني لحضرموت.. هل سارت البلاد رسميا على خارطة الكانتونات الصغيرة؟
(عدن الغد)خاص:

تقرير يسلط الضوء على تحضيرات الاحتفال باليوم الوطني لحضرموت..

ماذا يعني استعداد الحضارم لإشهار يوم وطني خاص بهم؟

ما الذي يعنيه إعلان يوم وطني لحضرموت.. وهل بات التشرذم والانقسام واقعاً معاشاً؟

هل ظلم الحضارم عقب 67 و94 جعلهم يلجؤون إلى هذا الخيار؟

هل التحركات الحضرمية عادلة أم أن هناك لعبة إقليمية لشرذمة اليمن عموماً والجنوب خصوصاً؟

يوم وطني للحضارم!

تقرير/ ماجد الكحلي:

في العشرين من ديسمبر 2013 اندلعت الهبة الحضرمية الأولى التي جاءت على إثر استشهاد أحد مقادمة مناطق الحموم في وادي حضرموت وهو الشيخ سعد بن حبريش العليي، رحمه الله، على أيدي أفراد ينتمون إلى قوات المنطقة العسكرية الأولى على مدخل مدينة سيئون.

> أهداف الهبة

وكان من اهداف الهبة الحضرمية تسليم قتلة الشيخ سعد بن حبريش العليي وانتزاع كافة حقوق حضرموت السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كانت هذه أهم اهداف الهبة الحضرمية غير أن هناك من يرى أن الأهداف الحقيقية للهبة الحضرمية وقضيتها الأساسية هي أن الهبة الحضرمية الأولى لم تنطلق على خلفية جنائية بل على خلفيات سياسية ترتبط بنوع سياسات سلطة 1994.

وبرغم النجاح الذي تحقق في اليوم الأول الهبة الحضرمية الأولى إلا أن تدخل أطراف أخرى تسبب في إجهاض الهبة الحضرمية وأهدافها.

> تسعة أعوام.. ماذا بعد؟

اليوم وبعد مرور تسعة أعوام على الهبة الحضرمية يتساءل الكثيرون ماذا تحقق من أهداف تلك الهبة وهل حقق حلف قبائل حضرموت ولو جزءا يسيرا من مطالب أبناء حضرموت؟.

ويأتي الجواب من القائمين على قيادة حلف قبائل حضرموت حيث أصدر رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي أمس قرارًا بتشكيل لجنة تحضيرية لإحياء الذكرى السنوية التاسعة لانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية وإشهار اليوم الوطني الحضرمي.

وهنا تساءل كثير من أبناء حضرموت هل استشهد الشيخ سعد بن حبريش في الفاتح من ديسمبر 2013 ومن قبله الشيخ علي بن حبريش العليي ومن قبله كثير من أبناء حضرموت من علماء ومشايخ وقيادات عسكرية من أجل أن يُحتفل بذكرى استشهادهم في مهرجان أو احتفالية؟!.

يرى محللون أن هؤلاء الرجال رفضوا كل المغريات وضحوا بحياتهم من أجل كرامة وحرية وحقوق حضرموت ومن أجل انتزاع حقوق حضرموت السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليس من أجل أن يأتي أبناؤهم وأحفادهم ليحتفلوا بذكرى استشهادهم!.

لقد أسس الشهيد الشيخ سعد بن حبريش حلف قبائل حضرموت لكي يصبح قوة لحماية حضرموت والدفاع عنها من كل طامع وحاقد وانتزاع حقوقها وليس من أجل أن يصبح الحلف مجرد مكتب ومطبوعات وختم أو ورقة تستخدم عند حاجة البعض لها.

> ماذا يعني إعلان يوم وطني لحضرموت؟

التحضيرات للاحتفال باليوم الوطني لحضرموت بعد إصدار رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي أمس قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية لإحياء الذكرى السنوية التاسعة لانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية وإشهار اليوم الوطني الحضرمي جعل الكثيرين يتساءلون هل سارت البلاد رسميا على خارطة الكانتونات الصغيرة؟ وهل هو مخطط مرسوم وموجه نحو تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟.

ثم ما هو اليوم الوطني لحضرموت؟ وما الذي يعنيه وجود يوم وطني لحضرموت؟ وهل ما حُذر منه سابقا من التشرذم والانقسام بات واقعا معاشا؟!.

خطوة كهذه قد تجعل محافظات اليمن كلها شرقا وغربا جنوبا وشمالا تسعى إلى وضع يوم لها، وهلمّ جرا حتى تتقسم أيام الوطن هنا وهناك، ويصبح كل واحد يغني على ليلاه، وتضيع البلاد أكثر ما هي ضائعة أصلا!.

> التحركات الحضرمية.. هل هي عادلة؟

التحركات الحضرمية منذ الهبة الأولى تؤكد دون أدنى شك أن هناك مظالم لأبناء حضرموت لا يمكن إنكارها، نعم هناك حقوق لأبناء حضرموت يجب أن يستردوها، نعم تعرضت المطالب الحضرمية الى متاجرة سياسية واضحة من قبل بعض الأطراف السياسية التي جيرتها لصالحها، فمنذ العام 1967 تعرضت المطالب السياسية والحقوقية لتجريف كبير من قبل اطراف مختلفة.

وقد يتسبب هذا التجريف الذي تعرضت له الهبة الحضرمية مؤخرا بانحسار مشاعر التأييد الشعبي لها، لكن أن تتحول تلك المظالم والمطالب إلى إشهار يوم وطني فهذا الذي يثير التساؤلات الكثيرة والكبيرة لا سيما في ظل سعي بعض الأطراف السياسية الساعية لخلخلة المشهد الراهن والعبث بأوراق النسيج المجتمعي في أروقة المحافظات، من خلال زرع الفتن وتفريخ ودعم مكونات وهمية لشق الصف.

نعم قبائل حضرموت كغيرها من القبائل تسعى لكسب ود التحالف والعمل بروح الفريق الواحد، وتفعيل شراكة حقيقية لأهل حضرموت مع التحالف العربي بكل وضوح ونوايا صادقة.

كما طالبوا بإعطاء حضرموت التمثيل العادل في الوظائف العليا على مستوى الدولة، مؤكدين وقوفهم ومساندتهم الكاملة لكل القادة والمسئولين الحضارم على مستوى السلطات المحلية والعليا، لما من شأنه خدمة حضرموت وانتزاع حقوقها على كافة المستويات.

ومن المنطقي أن يكون لأبناء أي محافظة نصيب الأسد من ثروات محافظتهم، وهذا ما يقصده أبناء حضرموت، وهذا ما أكده مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت الداعين لاستعادة حق الحضارم في ادارة بلادهم بعيدا عن محاولات الهيمنة والنفوذ، وحقهم في انشاء واقامة كيانهم الخاص بهم، ومشاركتهم العادلة والحقيقية في توزيع السلطة والثروة.

لا يمكن لأحد ان ينكر ان أبناء حضرموت ظلموا قديما وحديثا، فالمساحة الجغرافية الشاسعة التي تملكها محافظة حضرموت جعلتها تتبوأ مكانة عالية لا سيما تحت جوف أراضي هذه المساحة الشاعة آبار نفطية لطالما طمع بها الطامعون من داخل البلاد وخارجها، وذلك كله يمر تحت مرأى ومسمع من أبناء حضرموت الذين تعشموا في الحكومات المتلاحقة خيرا بخلق فرص عمل حقيقية لأبناء حضرموت، حيث هم الأولى بالاستفادة من خيرات محافظتهم، غير ان أبناء حضرموت شعروا بالتهميش، والأمر من ذلك أن تنهب ثرواتهم أمام أعينهم عبر متنفذين وناهبي ثروات البلاد، كل ذلك جعل أبناء حضرموت يهبون هبة رجل واحد للمطالبة بحقوقهم.

فيما يرى مراقبون أنه ليس من المستبعد أن يأخذ الصراع الحالي والاحداث المتسارعة والمتغيرة في حضرموت أبعادا إقليمية، ذلك لأن حضرموت جزء من بلد مزقته الصراعات المحلية والإقليمية، لكن ما يجب التنبه إليه فيما يخص حضرموت هو حساسية الأمر بالنسبة إلى هذه المحافظة النفطية والمهمة والسلمية أيضا في التعبير عن غضبها، لذلك يجب على كل الأطراف الإصغاء لصوت حضرموت العاقل والتعاطي مع مطالبها المشروعة والممكنة لمنع انزلاقها إلى حلبة الصراع وانخراطها فيه بشكل مباشر وتقليل مخاطر ذلك بالعمل على تهدئة غضب الناس.