آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-01:50م
أدب وثقافة

مساجلة شعرية بين شاعرين عشية اجتياح عدن والجنوب

السبت - 19 سبتمبر 2015 - 12:58 م بتوقيت عدن
مساجلة شعرية بين شاعرين عشية اجتياح عدن والجنوب
كتب / علي صالح الخلاقي

الشاعر زيد حسين السليماني (أبو نادر) من أبدع وأروع الشعراء وأقربهم إلى قلبي وقلوب كثيرين من المعجبين بشعره العذب والجميل لأنه ينبع عن موهبة فياضة، سلسل القياد، يمكن وصفه بالسَّهل المُمتنع، إذ لا يمكن تقليده أو مضاهاته، وله أشعار ومساجلات عديدة أشهرها وأكثرها مساجلاته مع صديقه الشاعر الشيخ محمد سالم الكهالي وغيره.

حين التقينا قبل أكثر من أسبوع، في قاعة فندق اليزيدي بالمنصورة،  في جلسة خاصة دعاني إليها صديقي حسين ناجي محمد (أبو علي) وهو شخصية وطنية غنية عن التعريف وتبوأ مسئولية مأمور مديرية يافع في السبعينات حين كنت وقتها طالباً في الإعدادية، ثم لاحقا مأمور مديرية رُصد، ففوجئت بوجود الشاعر زيد حسين السليماني والشاعر عبدالله محمد أبو حمدي، وفرحت لذلك أيّما فرح، وسرعان ما تحولت الجلسة إلى أمسية شعرية بوجود أساطين الشعر، واستمتعنا بما تلاه الشاعران القديران أبو نادر وأبو حمدي، من أشعارهما، وبقدر ما يحفظ أبو حمدي أشعاره عن ظهر قلب، فإن أبى نادر يقرأها من ذاكرة التلفون، وعيب الشاعرين أنهما لا يدونان قصائدهما وأشعارهما، وكم تمنيت عليهما أن يحتفظ كل منهما بأشعاره مدونة ومطبوعة، فالذاكرة خوانّة، وما يُدون  لا يمكن أن يفقد أو ينسى، ويكون من السهل العودة إليه وتبادله للنشر.

أعرف أن الأخ حسين ناجي متذوق للشعر ويحفظ الكثير من الزوامل والأبيات لكثير من الشعراء، وقد مَدني ببعض من الزوامل القديمة لكتابي الذي أجهزه بعنوان (الزوامل..لسان الشعب) .. لكنني فوجئت به يقول الشعر ، وقد أتحفنا ببعض الأبيات التي تبادلها مع صديقه الشاعر زيد حسين السليماني، ومنها هذه الأبيات التي تصف حالة الأوضاع في البلاد بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتطلع جحافلهم مع قوات المخلوع حينها لاجتياح عدن والجنوب وإعادة احتلالها مجدداً.

 بدأها الشاعر زيد حسين ثابت السليماني (أبو نادر)، بهذه الأبيات التي أرسلها إلى صديقه حسين ناجي محمد(ابو علي) بوضع تساؤلات يطلب إجابة عليها:

يا بوعلي بتخبرك كيف الخبر

جاوب عَليَّا مثلما ريح الهبوب

 

من الذي دق المشاطي والعُبَر

والنازعة ساعة دَفَر سيل الجنوب

 

هل هم بقايا الأنس أو جن العَفَر

أو هم رجال الفيد تجار الحروب

 

لمَّا متى يبقى قليلين البصر

بيتاجروا بأهدف ثورات الشعوب

 

والله ما بَنهُم ذُبِح مثل البقر

ومن سرط إبره يَخَرجِّها سِحُوب

 

با قول زامل ردده (عاقل يهر)

من قبل موته لم يزل وسط القلوب

 

ذي ما يحاسب صاحبه بالظاهره

ما الآخره ماهل محاسبة الذنوب

 

وعاقل يهر المقصود هو الشيخ الشاعر راجح هيثم بن سبعة، والبيت الأخير من اشهر ابياته، وقد جمعت أشعاره في ديوان بعنوان (شاعر الحماسة والفخر) ..

وفيما يلي جواب حسين ناجي محمد الشَّعبي(أبو علي):

يامرحبا بأقوال شاعر معتبر

يعرف كلام الصدق أيضاً والكذوب

 

من سَرَو حِمْيَر مسكنة حَيْد الجَبَر

أبطالهم من ذي يزيلون الكروب

 

يا زيد أشُوف الوضع ينذر بالخطر

صراع صنعاء يتجه صوب الجنوب

 

من شاركوا بالأمس في قدح الشرر

يتأهبون اليوم لإشعال الحروب

 

لا بد أن نصحى و نتوخى الحذر

لما يُصفَّى الحَبّ مِنْ جُردُم وشُوب

 

نعمل معاً من أجل توحيد البشر

بأطيافهم حزام يتحدى الخطوب

 

ومن يحاول أن يقسمنا شذر

با نطرده بالظهر من قبل الغروب