آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-06:21ص

العنف في اليمن… حين تتحول الحروب إلى مصنعٍ للإعاقة

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - الساعة 10:09 م
محمد صالح مجمبل

بقلم: محمد صالح مجمبل
- ارشيف الكاتب


تشهد الجمهورية اليمنية منذ سنوات دوامة عنفٍ لا تنتهي كان ولا يزال المواطن البسيط هو الضحية الأولى لها. إن استمرار استخدام السلاح وتصاعد وتيرة الصراع لا يؤديان إلا إلى مزيد من الدمار الإنساني ويعدّان من أبرز الأسباب المباشرة لارتفاع أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن.


لقد تحولت دائرة العنف إلى خطر حقيقي يهدد حياة المدنيين حيث تسببت الحرب في آلاف الإصابات التي خلّفت إعاقات دائمة جسدية ونفسية غيّرت مسار حياة الكثير من الأسر وحرمت آلاف الأطفال والشباب من حقهم في الحياة الكريمة والتعليم والعمل.


ومن هذا المنطلق نوجه نداءً صادقًا إلى جميع أطراف الصراع في اليمن بضرورة وقف العنف واستخدام السلاح وتجنيب المدنيين ويلات الحرب فالخسائر لا تُقاس بعدد القتلى فقط بل بما تخلّفه الحروب من إعاقات ومعاناة ممتدة لسنوات طويلة.


نحن الأشخاص ذوي الإعاقة نعيش معاناة مضاعفة إذ لا تقتصر معاناتنا على الإعاقة الجسدية فحسب بل تمتد إلى الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية. فكثير منا فقد مصدر دخله ويعاني من صعوبة الحصول على العلاج والتأهيل والرعاية الصحية المناسبة في ظل ضعف الإمكانيات وغياب الدعم الكافي.


كما نعاني من غياب الاهتمام الحقيقي بقضية الإعاقة ضمن أولويات الجهات الحكومية والإنسانية الأمر الذي أدى إلى حرمان شريحة واسعة من حقوقها الأساسية وغياب البرامج الداعمة التي تضمن دمجهم في المجتمع وتمكينهم من العيش بكرامة.


إن وقف الحرب ليس مطلبًا سياسيًا فحسب بل ضرورة إنسانية وأخلاقية لحماية ما تبقى من المجتمع اليمني والحد من تزايد أعداد المعاقين وبناء مستقبل يسوده السلام والعدالة والإنصاف للجميع.


فكفى عنفًا… ولنجعل السلام طريقًا للحياة، لا طريقًا للإعاقة والمعاناة.


محمد صالح مجمبل


عضو الرقابة والتفتيش في الاتحاد العام الوطني للمعاقين الجمهورية اليمنية

الأمين العام للاتحاد الرياضي للمعاقين حركيا محافظة المهرة

مدير التدريب والتأهيل في جمعية المعاقين حركيا محافظة المهرة

المدير التنفيذي للمؤسسة اليمنية للخدمات الإنسانية سابقا