لم تكن أبين يوماً إلا منبعاً للتحولات الكبرى، وما يشهده مخيم الاعتصام في مدينة زنجبار اليوم ليس مجرد تجمع عابر، بل هو تجسيد حي لروح الإصرار التي تسكن إنسان هذه الأرض، حيث تلتقي الإرادة الشعبية بالحلم الجنوبي الكبير لترسم لوحة الوفاء لهوية "الجنوب العربي" التي لا تقبل الانكسار.
ويتجلى هذا الحراك في أسمى صوره بقيادة الأستاذ سمير الحيد، الذي يتقدم الصفوف برؤية قيادية واضحة، مساهماً في تنظيم وتوجيه المسار الثوري داخل المخيم، ومجسداً لصوت الجماهير التواقة لاستعادة مؤسسات الدولة. إن هذا الدور القيادي هو الذي منح الاعتصام زخماً نوعياً، وحوله إلى منبر وطني صلب يعكس تلاحم القيادة مع تطلعات الشارع في أبين.
وما زاد هذا المشهد مهابة وقوة، هو ذلك التلاحم الفريد الذي تجسد في مشاركة قائد جهاز مكافحة الإرهاب إلى جانب الثوار القائد عبدالرحمن الشنيني، في رسالة واضحة تؤكد أن القوة العسكرية والأمنية هي الحصن المنيع الذي يحمي خيارات الشعب ويسند حقه في تقرير مصيره. إن المتأمل في وجوه المعتصمين يدرك أن أبين قد حسمت خيارها، وأنها اليوم تقف بكل ثقلها التاريخي خلف مشروع دولة الجنوب العربي، في مسيرة نضالية لن تتوقف حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية.
