آخر تحديث :الخميس-25 ديسمبر 2025-07:42م

سرت ليلة على الفيران حيَّة

الخميس - 25 ديسمبر 2025 - الساعة 03:37 م
احمد مهدي سالم

بقلم: احمد مهدي سالم
- ارشيف الكاتب


أجواء الاعتصامات تتأنق، وساحاتها تنبت المودة، وتزرع التفاهم والانسجام.. يزدهر الحلم الذي كان بعيد المنال، صعيب الوصال، وتندفع المشاعر هائجة، قوية.."وسرت ليلة على الفيران حيَّة "تريد القبض على اللحظة، وتشرعن البسط والسيطرة المتكاملة على الحدود.. على كل أراضي الجدود.. وتطرد الخصم، والعدو اللدود.

أثمرت التضحيات الجسيمة التي تواصلت تترى في كل مكان وزمان عن قدوم فجر جديد تهللت له الأسارير، ورقصت، لإطلالته البهية، كل القلوب.. تأكد بما لا يدع مجالًا لأدنى ارتياب أن ما بعد زحف القوات الجنوبية إلى حضرموت ليس كما قبله.. برز شأن جديد، انفتح أفق وطني فسيح يطل على كل قلب جنوبي، فتهزج نفسه بشلالات الفرح، وتتموج باخضرار الآمال، وزهو أمجاد النضال.

الاعتصامات زاخرة بالرجال، ونفوس مليئة بفيض الحماس، وقوة العزيمة، وكذا مشاركات جموع النساء والشباب تمتد في صورة ملحمة جماهيرية جميلة تبعث رسائل كثيرة، وتبرق برقيات عديدة إلى المجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه لتنصف شعبنا المظلوم، وتعيد دولته المستقلة.. المطلوب شيء بسيط.. اعتراف، وسيأتي، ولن يطول وقته في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية التي تتحرك سراعًا..و ها هي ساحة اعتصام أبين في زنجبار تظهر كل يوم بحلة قشيبة.. بنشاط يتنوع، بأفكار تتجدد..والتدفقات الجماهيرية كل يوم تزيدها ألقًا، فعاليات تتزاحم وتتمايز.. من محاضرة سياسية إلى قصيدة وطنية.. إلى مداخلات ثقافية توعوية إلى أناشيد وأغانٍ.. إلى هتافات ورقصات شعبية تشعرن المكان، وتفتح أبوابًا للابتهاج، إلى كلمات ضافية لشخصيات مسؤولة.. إلى لقاءات ودية، وتعاطفات إنسانية، وذكريات صحبة نضالية.. إلى حلقات تثقيفية.. إلى تواصلات تشحن النفوس بجرعات من الوطنية الحقَّة، والوعي الجماهيري، والثقافة الاجتماعية.. بتوالي اللقاءات والاحتكاكات بمختلف المجالات والتخصصات يرتفع منسوب الوعي، وتزداد المطالبات الشعبية توهجًا وإلحاحًا، بل وصراخًا عاصفًا في وجوه الظالمين، ومطالبةً الأمم المتحدة بأن تمنح الاعتراف الذي لا مهرب منه، و لو طال الطويل.