آخر تحديث :الخميس-25 ديسمبر 2025-07:42م

السعودية دولة المشاريع الكبرى لا دولة الصراعات الصغيرة ،،،

الخميس - 25 ديسمبر 2025 - الساعة 02:28 م
سالم الصقري

بقلم: سالم الصقري
- ارشيف الكاتب


واهمون أولئك الذين يعتقدون أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تعادي الجنوبيين وهم حلفاؤها الصادقون أو أن تنجر إلى خصومات عبثية في مرحلة دقيقة تشهد فيها المنطقة تحولات كبرى فمثل هذه القراءة لا تنم إلا عن جهل بطبيعة الدولة السعودية ولا بفلسفة إدارتها للسياسة الإقليمية ولا بحجم المسؤوليات التي تحملها اليوم على عاتقها عربياً ودولياً

السعودية ليست دولة ردود أفعال ولا كيان يدار بالعواطف أو الحسابات الضيقة إنها دولة مؤسسات ورؤية واستراتيجية طويلة المدى ومن يراقب المشهد بوعي يدرك أن المملكة تمضي بثبات نحو تنفيذ رؤية 2030 تلك الرؤية التي أعادت صياغة مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة وجعلت من التنمية والاقتصاد، والاستقرار والانفتاح المدروس أولوية لا يعلو عليها شيء

في ظل مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر والتحولات الاقتصادية غير المسبوقة والاتفاقيات الدولية الكبرى مع القوى العالمية يصبح من غير المنطقي تصور أن السعودية قد تهدر وقتها أو مكانتها في صراعات جانبية أو خصومات داخل البيت العربي فالدول العظمى تقاس بقدرتها على البناء لا الهدم وعلى جمع الفرقاء لا تأجيج الخلافات

لقد كانت المملكة العربية السعودية وما زالت الأخ الأكبر للعرب لا من باب الوصاية بل من باب المسؤولية التاريخية والسياسية حضورها في أي خلاف عربي لم يكن يوماً حضور طرف منحاز أو مستفيد بل حضور وسيط حريص يعمل على تهدئة النزاعات وتقريب وجهات النظر وحماية المنطقة من الانزلاق نحو الفوضى والدمار

ومن هذا المنطلق فإن العلاقة بين السعودية والجنوبيين ليست علاقة عابرة أو ظرفية بل علاقة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والوضوح السياسي فالسعودية تعرف جيداً من وقف معها بصدق ومن راهن على استقرار المنطقة ومن اختار طريق الدولة لا الفوضى ولهذا فإن الرهان على قطيعة أو عداء هو رهان خاسر لا يسنده واقع ولا تاريخ

إن السياسة السعودية تنطلق من قاعدة راسخة لطالما عبّرت عنها مواقفها قبل بياناتها

الأمة العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى هذه ليست مجرد عبارة إنشائية بل عقيدة سياسية وأخلاقية تحكم سلوك المملكة في الإقليم

وفي زمن تتكاثر فيه الأصوات التحريضية وتصنع فيه الأوهام عبر منصات الإعلام غير المسؤول يبقى الوعي هو الفيصل فالسعودية لا تستدرج ولا تبتز ولا تغيّر حلفاءها تحت ضغط الشعارات هي دولة تعرف ماذا تريد وإلى أين تتجه ومن يستحق أن يكون شريكاً في طريق الاستقرار

ختاماً ستبقى المملكة العربية السعودية ركيزة التوازن في المنطقة وصمّام أمان للعالم العربي وقائدة لمشروع النهوض لا مشروع الصراع

حفظ الله المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعباً، وجعلها دائماً سنداً للحق وركناً للاستقرار وملاذاً للحكمة في زمن الاضطراب.