آخر تحديث :الأربعاء-24 ديسمبر 2025-04:22م

المعركة لم تنتهِ بعد.

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - الساعة 01:40 م
أحمد السخياني

بقلم: أحمد السخياني
- ارشيف الكاتب


ما يلوح في الأفق اليوم هو أخطر معركة على الإطلاق، معركة لا تُخاض بالدبابات ولا بالبنادق، بل بلقمة عيش المواطن. إنها المعركة الاقتصادية، السلاح الأخير الذي سيحاول خصوم المجلس الانتقالي استخدامه بعد أن سقطت كل أسلحتهم الأخرى.

خصوم الانتقالي سيحاولون خنق الجنوب اقتصاديًا، وضرب الخدمات، وخلق حالة سخط شعبي، ظنًا منهم أن ما فشلوا فيه عسكريًا يمكن أن ينجحوا فيه اقتصاديًا. وهذه ليست قراءة افتراضية، بل مسار واضح بدأت ملامحه بالظهور.

من هنا، فإن الاكتفاء بإدارة الأزمة أو الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار خطأ قاتل.

المطلوب ليس الصمود فقط، بل الهجوم الاقتصادي.

المطلوب هو توجيه صفعة اقتصادية موجعة، أشد وأقسى من صفعة السيطرة على كامل تراب الجنوب.

لقد حسم المجلس الانتقالي المعركة عسكريًا بلا رجعة، وحسمها سياسيًا على مستوى الخارج أيضًا، وفرض واقعًا جديدًا أقنع به الدول المؤثرة، التي تقبّلت سيطرته على كامل الجنوب كأمر واقع لا يمكن القفز عليه. وتكشف ردود أفعال هذه الدول تجاه التطورات الأخيرة أن الانتقالي لم يعد طرفًا عابرًا، بل لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاهله.

أما الخصم الداخلي، فقد أدرك متأخرًا أن الرهان على المواجهة العسكرية كان رهانًا خاسرًا منذ البداية.

إن إحداث تحسّن حقيقي وملموس في الوضع المعيشي للمواطن، وإظهار فارق واضح لا يقبل الجدل بين ما قبل سيطرة الانتقالي وما بعدها، سيشكّل الضربة القاضية لكل خصومه، وسيُسقط آخر ورقة كانوا يعوّلون عليها لإرباكه أو تقويضه.

باختصار:

من يربح الاقتصاد، يربح الشارع.

ومن يربح الشارع، يحسم المعركة إلى الأبد.

وإذا فعل الانتقالي ذلك، فلن يكون قد انتصر فقط… بل سيكون قد أغلق المعركة نهائيًا.

أحمد السخياني