مع تاهب القوات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي للدخول إلى محافظة المهرة سادت حالة من القلق والمخاوف لدى شريحة من المواطنين خصوصًا المخالفين للمجلس وأبناء المحافظات الشمالية، خشية المجهول وما قد يترتب على ذلك من تداعيات أمنية أو ممارسات انتقامية.
إلا أن هذه المخاوف سرعان ما تبددت لتحل محلها حالة من الاطمئنان، نتيجة الانضباط العالي الذي أبدته هذه القوات وعدم تسجيل أي انتهاكات أو تجاوزات بحق المواطنين. فقد جاءت الممارسات على أرض الواقع بعكس ما كان يتداول أو يتصور حيث أسهم وجودها في تعزيز الأمن وتهدئة الأوضاع والمساعدة على استقرار الحياة العامة.
هذا السلوك الإيجابي غيّر انطباع الكثيرين تجاه هذه القوات وأثبت أن المواطن في كل زمان ومكان لا يبحث إلا عمن يوفر له الأمن والاستقرار والخدمات. فمن ينجح في تحقيق ذلك كسب ثقة الناس والتفوا حوله دون تردد.
وفي محافظة المهرة سارت الأمور بسلاسة ودون صدامات بفضل الله أولًا ثم بفضل حكمة أبناء المهرة وحرصهم الدائم على تغليب لغة العقل والحفاظ على السلم المجتمعي.
ومن هنا فإننا نطالب القيادات العسكرية بمواصلة هذا النهج المنضبط والمسؤول الذي يعزز الأمن ويُسهم في تطبيع الحياة العامة مع ضرورة الاستمرار بعدم فتح المجال لأي ممارسات خاطئة من قبل بعض الأفراد لما لذلك من آثار سلبية قد تؤدي إلى فقدان الشعبية ومنح الفرصة للخصوم لاستغلال الأخطاء والنيل من هذا التوجه الإيجابي.