آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-02:59م

علموهم الصبر الذي أمر به الله سبحانه وتعالى

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - الساعة 09:38 م
فاطمة احمد محمد البحيث

بقلم: فاطمة احمد محمد البحيث
- ارشيف الكاتب


تقول حكايات التواصل الاجتماعي أن الملياردير الأمريكي ساندرز مؤسس امبراطورية كنتاكي فشل في حياته العملية والعائلية إلى أن بلغ الخامسة والستون عاما وحاول الانتحار عدة مرات وفي نهاية المطاف نجح وأصبح ملياردير وعمره ٨٨ عام والقصة على نطاق واسع في النت ومحركات البحث وما يهمنا هو ما يجري في مجتمعنا حيث يكون الأب قد نثر حكاية ولده على مداكي القات وجلسات الفراق نعم ابنه الذي فشل في توظيفه وهناك حيث أم الولد تجلس مع صديقاتها وتحدثهن عن ابنها الذي لم يخلص مرحلة الثانوية العامة بعد بأن أبوه لم يترك معروف ولا مكان عمل ولا باب صديق الا وطرقه ولكنه لم يتوفق في توظيف ابنه و تستمر في احاديثها أن المعاريف (ماحد ينفع حد) إلخ من هدرة لا تودي ولا تجيب لأن ليس كل الناس ارتقوا بالوساطة.

الولد يسمع ويكبر في رأسه الإحباط ويعتقد أن أبواب الرزق أغلقت في وجهه وان فلان صديق أو قريب الأسرة لن ينفع كما نفعل غيره ، فإذن هناك طرق أخرى مختصرة قد يفكر فيها الشاب للعمل والاجتهاد حيث عصابات الانحراف و شذاذ الآفاق و منتظرين الشباب المحبط على احر من الجمر والمهيئين نفسياً لعمل أي شيء ويصبح الشاب لا سمح الله قد وقع في المحظور ودمر حياته في مقتبلها وهدم المعبد على رؤوس ساكنيه كما يقولوا عوضا عن الاعتماد الله و على النفس ولو ببيع قناني الماء أو كسيرات الخبز او مثل (كنتاكي) الذي بدأ ببيع الساندوتشات بعد أن بلغ من العمر عتيا وحقق نجاحا ابهر العالم.

لكن لحظة دعونا من كنتاكي وهدرة الصحافة وكتابات السوشيال ميديا لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ١٤ قرن من الزمان قال لنا بكل وضوح ("لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه)

فلماذا نزرع الإحباط في شبابنا و نجعلهم ينحرفوا ويتلقفهم زعماء العصابات أو استقطابات السياسة اللعينة في بلد تتناوحه الرياح وتعصف به المآسي ويعمه في الظلم ؟

انني أناشد كل أم وكل اب أن يجعل ابنه واثقاً بربه الرزاق الكريم ويصنع في داخل فلذة كبده جلاميد الصبر نعم الصبر الذي قال رب العزة عنه ( ان الله مع الصابرين ) و يصنع روح الاستبسال و نور التفاؤل ليشق طريقه بالطريقه التي ترضي الله ورسوله وتحفظ سمعة والديه وعشيرته ومنطقته و وطنه.


✍️فاطمة احمد محمد البحيث

16 ديسمبر 2025