آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-09:51م

اليمن بين فشل القيادة ووهم المؤامرة

الأحد - 14 ديسمبر 2025 - الساعة 04:05 م
خالد الريمي

بقلم: خالد الريمي
- ارشيف الكاتب


كفى خداعًا للذات، وكفى تعليق الفشل على شماعة الآخرين، قبل أن نُحمِّل الخارج أوزار ما نحن فيه، وقبل أن نلعن مشاريعه وتدخلاته، علينا أن نُدين – وبأقسى العبارات وأوضحها – قيادة سياسية هشة وضعيفة، أوصلت اليمن إلى هذا الدرك السحيق.


عشر سنوات كاملة من العبث المنظم، عشر سنوات من الفشل المتراكم، انتقلنا خلالها من سيئ إلى أسوأ، ومن انهيار إلى انهيار، حتى أُنهك الشعب، وجاع، وتشرّد، وتآكلت كرامته، فيما كان الساسة يتقاسمون الوهم، ويتنازعون المصالح، ويتاجرون بآلام الناس وأحلامهم.


لم يقتحم الخارج اليمن بالقوة، ولم يفرض نفسه من فراغ، بل دخل لأن القرار كان مكسورًا، والسيادة معروضة على قارعة المصالح، والقيادة بلا مشروع وطني، ولا رؤية، ولا شرف تحمُّل المسؤولية، دخل لأن من تصدّر المشهد خان الأمانة، وباع الوطن في صفقات رخيصة، وترك اليمن ساحة مفتوحة لكل طامع ومتربص.


ما نعيشه اليوم ليس قدرًا محتومًا، ولا مؤامرة خارجية فحسب، بل هو نتيجة طبيعية ومنطقية لقيادة فاشلة، جرّت بلدًا عظيمًا من فشل إلى فشل، ومن خيبة إلى خيبة، حتى أوصلته إلى حافة الانهيار الشامل.


لن ينهض اليمن بتبرير الأخطاء، ولا بتزييف الوعي، ولا بتبادل الاتهامات، بل بالاعتراف الصريح بالفشل، وبكنس هذه الطبقة السياسية العاجزة، وولادة مشروع وطني حقيقي، لا يساوم، ولا يركع، ولا يبيع، مشروع يستعيد القرار، ويصون السيادة، ويضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.


دون ذلك، سيبقى الوطن يدفع ثمن الخيانة، وسيبقى الشعب وحده من يدفع الفاتورة.