التقيت احد الشخصيات الوطنية من المناضلين الذين عاصروا مراحل دولة الجنوب آنذاك تحدثنا قليلا عن الأوضاع الراهنة جنوبا.قلت له هناك مؤشرات باقتراب استعادة دولة الجنوب . توقف قليلا عن الاجابة فعاد وقال اتمنى ان ارى الجنوب قبل اموت . لكن مش مطمئن من هذه العقول التي تتقاتل بينهم البين باللهجة العادية قالها وكل واحد يتهم الاخر بالخيانة . وحتى انت با بن مقراط اللي واقف مع الناس وحقوق العسكر وكتاباتك موزونة اشوفك ما تسلم من التهم ، قلت سهل ياوالد نتحمل بعضنا البعض وفي الاخير ما يصح الا الصحيح .. اضاف قائلا
انت عشت في بداية الثمانينات إلى منتصفها كانت افضل مرحلة في حياة الناس في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. قلت ايام عطر الذكر الرئيس علي ناصر محمد اجبته قال نعم . قلت له ايش اللي فيها عن سابقاتها . قال..هذا الرجل كان ذكي وانفتح على العالم وعلى كل الشرائح وكان مثقف ويحب المثقفين والصحفيين والفنانين والرياضيين وحرك الأمور.. رديت عليه بالفعل
كنت حينها على عجل ودعته. لكن كلامه لم يذهب من مخيلتي وتذكرت زياراتي للأخ العزيز والصديق المفكر سعيد عولقي. مؤلف مسرحية التركة الذي يحدثني عن زمن ابو جمال ويقول هذا الرئيس لن يتكرر وهذه قناعتي
عموماً اليوم نحن في مفترق الطرق دخلنا الوحدة هروبا من تفكك المنظومة الاشتراكية بقيادة الحليف الاستراتيجي الاتحاد السوفيتي ومن الصراع الداخلي الذي بدأ منذ العام ٨٦م بعد خروج الرئيس علي ناصر من السلطة فوقع الرئيس البيض على وحدة مستعجلة مع الرئيس صالح وكانت النتيجة الذي وصلنا إليها اليوم بعودة الجنوب
لكن السؤال هل يعود إلى حقبة ولو بالحد المقبول لعهد الرئيس ناصر الذي تساوى فيه الجميع مشاركين في مفاصل السلطة والقرار الجماعي من المحافظات الست عندما صعد عبدربه منصور عضو لجنة مركزية مرشح كان هيثم قاسم عضو لجنة مركزية مرشح الاثنان من ردفان وابين وبالمثل حضرموت والمهرة ويافع والصبيحة والضالع الكل متساوي بالمحافظات والمكتب السياسي وسكرتارية اللجنة المركزية والحكومة مافيش محافظة تحكم وزيادو على اخرى، كانت عدن حاضرة انيس وأولاد باذيب ،وأولاد غانم وأولاد ناصر علي وغيرهم .. حتى لحج واقصد الحوطة وتبن كان وزراء منها السلامي والصبيحة في مواقع القرار المجيدي وياسين وعبدالحميد أحمد سعيد وقائد علي صلاح ومن يافع سالم صالح وسلمان ومحمد عبدالقوي وغيرهم وحضرموت رئيس الحكومة وعدد من الوزراء اما الضالع فهي متحكمة بالجيش وحتى الداخلية ورئيس الرقابة الحزبية الشهيد علي شائع وهكذا كان التوازن والعدالة بقي الرئيس علي ناصر امين عام ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى .. عهد علي ناصر لن يتكرر كان هذا التساوي والمساواة وكانت نفوذ للمسؤولين..ا ليوم ان حلم كل جنوبي عاقل عودة جزء من هذا النموذج ومن الان هل يستوعب المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلي المحافظات ولهم كلمة في سلم قيادات ام انه مجرد اسماء على الهامش لايستطيع الدكتور الخضر السعيدي والجعري إدخال قائد عسكري من نقطة العلم والوجود قرار لأمين عام الانتقالي جلال شاهر ولا يستطيع الشيخ عبدالرب النقيب انصاف مالك ارضية في جعولة ولايستطيع علي هيثم الغريب والدكتور عيدروس اليهري وعلي الجبواني يطرحون ما في قلوبهم في اجتماعات هيئة رئاسة المجلس خوفا من تصنيفهم ومحسن عبد اليوسفي نزح من عدن إلى ريف جعار لعدم استطاعته توفير الإيجار وهو من ضحى واعتقل ايام النضال في الساحات ومع ذلك مكابر ولا يستطيع يصارح القيادة بالأخطاء والتهميش والعنصرية داخل هيئات الانتقالي هناك فاسدين واكبر متسلقين داخل الانتقالي وهناك خوف من وقف عبثهم ..
وفي الختام اؤكد مجددا ان المصارحة والشفافية وقبول الرأي لابد أن يحترم وعدم السماح للمنافقين والمطبلين بالاستمرار بالكذب وبيع الوهم . الجنوب لن يعود الا بوحدة كل أبنائه عودوا إلى التاريخ وخذوا من ايجابيات عهد عطر الذكر الرئيس علي ناصر محمد وتجربته الفريده والرائده في الحكم الرشيد..
هل تفهمون واتمنى ان لاتكابرون ..
حتى نلتقي سلااااام