آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-12:31ص

دحر الفساد والفاسدين معركة المجلس الانتقالي

الجمعة - 12 ديسمبر 2025 - الساعة 10:37 ص
حسن علوي الكاف

بقلم: حسن علوي الكاف
- ارشيف الكاتب


بقلم / حسن علوي الكاف


بعد تحرير العاصمة عدن عام 2015م، من الحوثيين، أتت قوى النفوذ بالشرعية إليها منتشية بالنصر الذي سطره الشهداء وتضحيات الجنوبيين. وكان يحدو أبناء الوطن وعدن والجنوب بناء الدولة ونمو حقيقي، لكن تلك القوى ظلت تمارس هويتها المفضلة التي اعتادت عليها: النهب والفساد لمقدرات الشعب.


مما أدى إلى تفاقم الحالة المعيشية سوءًا وتردي وتراجع كثير من الخدمات بالعاصمة عدن. ففرض أبناء الجنوب إرادتهم من خلال المجلس الانتقالي، وبعد عدة مشاورات قادها التحالف العربي، تم اتفاق الرياض ودخول المجلس الانتقالي شريكا في السلطة.


تحملت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الكثير من التحديات والصعاب، وعانت من عمليات التشويه الممنهجة التي انتهجها الفاسدون طوال سنوات عديدة في ظل دعم إعلامي كبير هدفه تشويه المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته ومنسوبيه والتقليل من حاضنته الشعبية الكبيرة.


ظلت قوى الفساد مهيمنة على أغلب مؤسسات الدولة بالداخل وبالخارج، تتغنى بالوطنية والشعارات الرنانة، وحصلت تغييرات برئاسة مجلس الوزراء، وظل الفساد سيد الموقف، فساد لم يحدث منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر وربما عبر التاريخ الوطني المعاصر.


صدرت قوى النفوذ قرارات بأن يتولى دكتاتور أهم ثلاث حقائب مهمة في مفاصل الشرعية: مدير مكتب رئاسة الوزراء، ورئيس هيئة الأراضي والعقارات، ورئيس هيئة الاستثمار، في ظل صمت قيادة الدولة المريب وكأن البلاد خلت من الكوادر الوطنية والكفاءات.


وبفضل الله، ومن ثم بالمخلصين، تم التخلص من أكبر بؤرة من بؤر الفساد الكبير في مجلس الوزراء، كانوا يتصرفون بمؤسسات الدولة بملكية خاصة، وشكلوا انتهازية مفرطة في مفاصل الدولة، وغذوا مؤسسات الدولة بالفوضى وبالعابثين غير المكترثين بإرواح الشهداء ودمائهم الزكية الطاهرة التي حررت عدن والجنوب وأوصلتهم إلى تلك المراكز المهمة.


كما تعاملوا مع ملف الجرحى بعقلية استثمارية بعيدا عن الإنسانية، وتعاملوا مناطقيًا بشكل مفرط ينم عن الحقد الدفين الذي يملأ قلوبهم المريضة ضد الشرفاء من أبناء الجمهورية عامة والجنوب خاصة، وهذا ليس تحاملًا عليهم، بل واقع عشناه.


فقد تعمدوا محاربة الشرفاء وتجميد أي إنجازات حقيقية بعدن وبالجنوب، وتجميد أي مذكرات تحمل تعيين كوادر وطنية جنوبية مؤهلة من أصحاب الكفاءات، يتم وضع مذكراتهم في الأدراج، إلا من يحمل الكره والضغينة ومن يكتب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته، ومن يكيل المدائح لهم تتم تمرير مذكراتهم وترقياتهم وتعيينهم والغدق لهم من المال العام للدولة.


فضيحة مجلس الوزراء كانت مزلزلة جدا، فقد حصلت فضائح ومضاربة وشتام بين تلك القوى الانتهازية في رئاسة المجلس، مشهد مسيء وتشويه للتاريخ الوطني لمجلس الوزراء وسببه اختلافهم على النهب.


في وقت كان الجميع يترقب إحالتهم للقضاء العادل لينالوا ما اقترفوه بحق مقدرات الشعب وتشويه سمعة الوطن ومؤسساته، تم إبعادهم فقط.


إن الفساد والعنصرية والمناطقية حجر عثرة في تطور وتقدم الشعوب. والمجلس الانتقالي ورث تركة كبيرة مثقلة بالفساد المستشري بمؤسسات الدولة، واليوم علينا جميعا أن نتكاتف ونتعاون مع قيادتنا الجنوبية و دعم خطوات رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك وكل الشرفاء من تطهير مؤسسات الدولة من الرجس والدرن داخل الوطن وبالسفارات، وإبعاد العناصر العابثة والفاسدة ومحاسبتها، وإعطاء من يستحق مكانته وفق معايير شغل الوظيفة العامة للدولة والعمل على مبدأ النزاهة والشفافية لتبقى مؤسسات الدولة نظيفة نقية ملك للشعب، لا مناطقية ولا عنصرية، هدفها تنميته ونموه وتطوره إن شاء الله.

المجد والخلود للشهداء، والخزي والعار لكل عابث وفاسد...