آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-12:44م

حضرموت.. حلول الإنفراج

الخميس - 04 ديسمبر 2025 - الساعة 03:14 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


بعد أن تعقدت المشكلة واحتكمت أغلال الأزمة وتلاشت كل بوادر الحلول السلمية وجلوس الفرقاء على مائدة الحوار والإحتكام للعقل وتغليب المصالح الوطنية وإسكات صوت العقل والضمير الوطني وإطلاق العنان لفوهات البنادق والمدافع لتحكم الموقف بين غالب ومغلوب وجريان دم الإخوة على تراب الوطن الطاهر وتقديم قرابين من أبناء الوطن الواحد من أجل إعلا صوت جماعة وإسكات صوت أخر تعمق الشرخ وباتت اللحمة بين الفرقاء أمر مستبعد وتمزقت حضرموت بين مطالبات القوى المتصارعة برفع راية الولاء على الأرض الحضرمية الدامية بعد الأحداث المؤسفة التي مرت بها خلال الأيام الماضية بين حلف القبائل وقوات الإنتقالي والنخب التي أنشأت بعد 2017م.

تنتظر حضرموت وابنائها وكل الوطن الإنفراج الأكيد لكل المشكلات والمعضلات ولن تكون حلول مرضية إلا بتوافق كل الأطراف دون إقصاء طرف والعودة إلى ماقبل حسم النزاع دون إعتبار طرف منهزم عليه قبول كل إملاءات الطرف المنتصر ودون إملاءات إقليمة ودولية فالحل لابد أن يكون وطني وطني حتى لا تتكرر أحداث الأمس القريب الذي مازال الوطن يعاني منها وتتفاقم أثارها يوما بعد يوم حتى رمت بالوطن في مخنق الأزمات والتوتر المستمر وفتح بؤر العابثين بمقدرات الوطن للعبث به وإخاله في دوامة الحرب المستمرة لأغراق الوطن في النكبات التي باتت تؤرق المواطن وتمزق أواشج الإخوة والوطنية.

شرق الوطن الذي كان على الدوام مثال للإستقرار ومرجعية لثبات الوضع الأمني وتمثل واقع التلاحم المجتمعي بين أفرادها بعيدة عن التوتر والخلاف والنزاعات في معظم المراحل منذ استقلال الجنوب ورحيل المحتل البريطاني كمحافظة جنوبية ضمت الساحل والداخل الحضرمي متجاوزة صراعاتها في ظل سيادة الدويلات الكثيرية والقعيطية والكسادية والبريكية إلى حضرموت الموحدة أرضا وإنسانا حتى وقعت حضرموت مرة أخرى في شباك المتصيدون الذين أوغلوا النفوس بدواعي الفرقة والتمزق.

لابد أن يبدأ بحلحلة الأمور وفك شفرات العقد وتقريب وجهات النظر وفق الثوابت الوطنية بعيدا عن النزوات وإغلاق الأذان أمام شفاة المقرضيين الذين يشعلون النار ويوقدون الفتن.

فخضرموت هي جزء من الوطن لابد من الوقوف على مطالبها الشرعية والدستورية والقانونية مثلها كباقي أجزاء الوطن الذي يعاني أبناؤها الحرمان الذي يتقاقم يوما بعد كلما أشتدت الصراعات وارتفعت وثيرة الفتن .

توحيد كل القوى العسكرية ليس في حضرموت وحسب بل كل الوطن تحت راية وطنية واحدة تبدأ بالتسمية جيش وطني دون تسميات تدل على الفرقة والخلاف وانتماءات لأشخاص جيش يحتكم لدستور الجمهورية ويتبع وزارة الدفاع ويأتمر باوامر رئيس اليلاد الذي يقف على رأس السلطة التنفيذية.

البدء بتسير عجلة الإقتصاد وفتح الأفق للتطوير المدني حتى يلمس المواطن في حضرموت وكل الوطن ثمار المواطنة الحقيقية.

عصام مريسي